الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطر على أوروبا.. تدخلات ماسك في سياسات القارة العجوز

  • مشاركة :
post-title
أيلون ماسك

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في عالم تترابط فيه التكنولوجيا والسياسة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصات لمواقف وأفكار تثير الجدل، ومن بين الشخصيات البارزة التي تسلّط الأضواء عليها باستمرار، يظهر إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، كلاعب مؤثر لا يكتفي بالبقاء في دائرة الأعمال، أوحتى دوائر السياسة الأمريكية، بل امتدت تدخلاته إلى الحياة السياسية الأوروبية.

ماسك وتغريداته المثيرة

خلال الأسابيع القليلة الماضية، أثار إيلون ماسك موجة من الانتقادات بمنشور على منصته الاجتماعية "إكس"، دعا فيه إلى إجراء انتخابات جديدة في بريطانيا، مدعيًا أن الحكومة الحالية غير مرغوب فيها من قِبل المواطنين، وذهب إلى حد مطالبة الملك تشارلز بحل البرلمان، كما هاجم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، متهمًا إياه بالتورط في التغطية على قضايا استغلال جنسي للأطفال أثناء فترة توليه منصب المدعي العام.

الادعاءات، التي وصفها وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج بأنها "لا أساس لها من الصحة"، أثارت استياء الحكومة البريطانية. من جهته، قارن ماسك محاولات الحكومة للحد من الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي بأفعال النظام السوفيتي السابق، ما زاد من حدة التوتر بين الطرفين.

من بريطانيا إلى أوروبا

لم يقتصر تدخل "ماسك" على السياسة البريطانية، بل امتد ليشمل قضايا سياسية أوروبية أخرى. ففي ألمانيا، دعّم ماسك حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، زاعمًا أنه الحزب الوحيد القادر على "إنقاذ" البلاد، ودعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الاستقالة، ووصف ماسك المستشار بأنه "غبي"، وهو ما رد عليه شولتس قائلاً "هذه الهجمات الشخصية لا تشغلني"، لكنه أعرب عن قلقه إزاء دعم ماسك لليمين المتطرف".

أما في المجر، فقد عزّز "ماسك" علاقاته مع رئيس الوزراء فيكتور أوربان، المعروف بمواقفه المعادية للهجرة، وفي إيطاليا، أبدى إعجابه برئيسة الوزراء جيورجيا مالوني، التي وصفته بـ"العبقري"، وفي رومانيا، انتقد ماسك إلغاء نتائج انتخابات فاز فيها مرشح يميني متطرف، معتبرًا أن القرار كان ديكتاتوريًا.

تدخل في الانتخابات ودعم الأحزاب

"ماسك" لم يكتفِ بإطلاق تصريحات جدلية، بل أبدى دعمه المباشر لأحزاب وشخصيات سياسية مثيرة للجدل، مثل تومي روبنسون في بريطانيا، ووسط تكهنات وسائل الإعلام البريطانية حول نواياه، ألمح ماسك إلى إمكانية تقديم دعم مالي للأحزاب المعارضة للهجرة، إلا أن هذا الدعم لم يكن بلا قيود، حيث دعا ماسك لاحقًا نايجل فاراج، رئيس حزب الإصلاح البريطاني، إلى التنحي، بحجة أن الحزب بحاجة إلى قيادة جديدة.

تعدّ المفوضية الأوروبية من بين أكثر الكيانات التي أثارت تصريحات ماسك الجدل بشأنها، فقد دعا ماسك إلى تقليص نفوذ المفوضية لصالح البرلمان الأوروبي، وهاجم محاولات الاتحاد الأوروبي للحد من انتشار الأخبار المزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، واعتبر ماسك أن هذه الخطوات تسعى لتقييد حرية التعبير.

الباحثون في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية حذروا من أن ماسك قد يستخدم منصته لتعبئة المواطنين والأحزاب اليمينية المتطرفة، ما قد يؤثر على السياسات العامة في بروكسل. من جهتها، وصفت المفوضة الأوروبية السابقة فيرا يوروبا ماسك بأنه "يروج للشر".