تكريم جديد يضاف إلى رصيد الفنان التونسي العالمي أحمد الحفيان يؤكد نجاحاته السينمائية، إذ من المقرر أن يُكرمه مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في نسخته الرابعة عشر المنتظر إقامتها من 9 إلى 14 يناير الجاري.
الممثل التونسي الذي سبق تكريمه في العديد من المهرجانات التونسية والدولية، وتوّج بجوائز عن أفلامه التونسية ومشاركته المختلفة في الإنتاجات الإيطالية السينمائية وكذلك التلفزيونية، قال لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن تكريمه في مصر له مذاق خاص بالنسبة له.
أضاف: "بمجرد أن علمت بتكريمي في مصر ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية سعدت للغاية وشعرت بالفخر كون مصر من أكبر الدول العربية في الصناعة السينمائية وقدمت فنانين كبار في عالم الفن سواء ممثلين أو مخرجين أو كتّاب سيناريو، وبالتالي شرف كبير لأي فنان عربي أن يكرّم من هوليوود الشرق".
تابع: "توقيت هذا التكريم مهم بالنسبة لي، لا سيما أنني حاليًا في مرحلة المراجعة لما قدمته خلال مسيرتي الفنية، لأنني دائمًا أعتمد الشك في كل ما قدمته، وأتساءل هل قدمت الأفضل وهذا التساؤل يحرك طموحي في تقديم أداء أعمق وأرقى، وكذلك اختيار أدوار مميزة وهادفة لجعل مسيرتي مفيدة بالنسبة للجمهور، وبالتالي هذا التكريم يحفّزني لتقديم ما هو أفضل بعد هذه المرحلة التي أمكث حاليًا عليها".
محاربة الجهل
يشير التونسي أحمد الحفيان إلى أنه واجه العديد من الصعوبات في بداية مشواره الفني، إذ يقول: "دائمًا البدايات مليئة بالتحديات لكن حب المهنة ولما أقدمه، يخلق لديّ الشغف لمواصلة حلمي والتغلب على أي عقبة، وأفكر جديًا في سرد التحديات والمعاناة التي واجهتني في بداياتي في كتاب من وجهة نظر مواطن تونسي عربي إفريقي أمتهن التمثيل".
يؤكد الممثل التونسي: "من خلال تجاربي المختلفة في عالم الفن على مدار سنوات طويلة، تعلمت من كبار الفنانين في تونس العديد من الصفات التي تجعلني أنجح في هذه المهنة ومنها التواضع مهما حققت من نجاح أو قدمت العديد من الأدوار البطولية، ونصيحتي للشباب الموهوبين هي الثقافة والتطلع الدائم على الأدب والفلسفة والفنون، لأن الفن والجهل لا يلتقيان أبدًا، لذا إذا أردت أن تكون فنانًا كبيرًا حارب الجهل حتى تكون رؤيتك أرقى وأوضح وتقدم حياة فنية راقية وهادفة".
تجارب عالمية
يؤكد أحمد الحفيان أنه لم يسع يومًا للانتشار عالميًا، إذ يقول: "بالنسبة لي الانتشار محليًا هو ما يؤهل للعالمية، لكن لم تأت المقترحات عربيًا حتى ألبيها عكس ذلك جاء المقترح من الغرب، فحين جاء المقترح الإيطالي بتقديم صورة العربي المثقف الصادق، ويرسم صورة إيجابية له بعيدًا عن الأنماط التشويهية، كان يصعب عليّ رفضه".
ويضيف: "تجربتي بدأت منذ عام 2007، إذ كُنت أول ممثل عربي يرُشح لجائزة "دافيد دونتالو" عن أحسن أداء لممثل، والترشيح لهذه الجائزة في حد ذاته يعتبر إنجازًا، فهي جائزة تقدمها أكاديمية السينما الإيطالية، ومن وقتها بدأت مسيرتي الفنية هناك، إذ التقيت العديد من صنّاع السينما والدراما الإيطاليين وبدأت التعامل معهم، لكن كل هذا حدث بفضل السينما التونسية".
السينما التونسية
يشيد "الحفيان"، بالفنانين التونسيين وقدرتهم على الابداع، إذ يقول: "الفنانون في تونس لا يقلون إبداعًا عن غيرهم من الفنانين في جميع أنحاء العالم، فالسينما التونسية قريبة من الواقع وباتت تحاكي اهتمامات المجتمع، لكن ما ينقصها هو الإمكانيات والاستثمار في سبيل صناعة ربحية وراقية في الوقت ذاته تضيف للمشهد التونسي عربيًا وعالميًا".
مقومات النجاح
يقول الفنان التونسي، إن مقومات الممثل الناجح هو الذي لا يحسن التمثيل، إذ يقول: "البساطة في الأداء والعُمق وعيش اللحظة ويقدمها بكل صدق، ودائمًا يحب التطلع والتعلم مهما كان عمره، فلا أحد كبير على التعلم، وأهم شيء أن يكون متواضعًا مهما حقق من نجاحات، ويتعلم من الشخصيات التي يجسّدها ويحاول بقدر الإمكان تقديم رسائل مختلفة من خلال أدواره، لأن دور الممثل تغيير المجتمع إلى ما هو أرقي وتقديم رسالة هادفة تؤثر في المشاهد وتغير في سلوكيات للأفضل، وأتمني أن أكون من هؤلاء الممثلين الذين يتركون أثرًا طيبًا في عقل وقلب المتلقي".