لعبت المخرجة التونسية سلمى بكار، دورًا بارزًا في السينما العربية، سواءً بالإخراج أو الإنتاج، لتكون واحدة من رائدات الثقافة والإبداع في تونس، اللاتي اخترن السينما طريقًا ليعبرن من خلالها عن مختلف القضايا.
وأمام هذا المشوار الفني المؤثر، وقع اختيار إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية في نسخته الـ35 التي تُقام في الفترة من 14 إلى 21 ديسمبر المقبل، عليها لتكريمها عن مشوارها الفني الثري بالأعمال المهمة، إضافة إلى العرض العالمي الأول لفيلمها "النافورة".
وأكدت التونسية سلمى بكار في تصريح خاص للقاهرة الإخبارية، أن تكريمها في مهرجان أيام قرطاج السينمائية يمثل مصدر فخر واعتزاز لها، قائلة: "كبرنا وترعرعنا مع مهرجان أيام قرطاج السينمائية، فهو من أعرق وأهم المهرجانات في الشرق الأوسط، ومتحمسة للغاية لعرض فيلمي النافورة، للمرة الأولى عالميًا في هذا المهرجان وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور بقدر مجهودنا وتعبنا فيه لخروجه إلى النور".
وأضافت: "كتبت سيناريو وقصة الفيلم بمفردي، قبل أن تشاركني فيه الكاتبة التونسية آمنة الرميلي من ناحية الحوار باللغة العربية، خصوصًا أن ثقافتي فرانكوفونية وأكتب باللغة الفرنسية، لذا دخلت آمنة في عالمي حتى وصلنا للسيناريو النهائي، وكان أصعب ما واجهني للانتهاء من هذا الفيلم هو كيفية النجاح بأبسط الإمكانيات، لذا فإن خروجه للنور وطرحه في مهرجان أيام قرطاج السينمائية يمثل قيمة كبيرة لي".
اعتصام الرحيل
وأشارت مخرجة فيلم "النافورة"، إلى أن العمل يعد قراءة لفترة مفصلية من التاريخ التونسي المعاصر، موضحة: "يتناول الفيلم قصة ثلاث سيدات من مستويات وأعمار مختلفة، يتقابلن في وسط عاصمة تونس ويسير تقارب بين الثلاثة، وخلال الأحداث يقع الحدث المؤلم وهو اغتيال الشهيد محمد البراهمي عام 2013، وبعدها تتواصل مسيرة السيدات الثلاثة في ما سُميَّ بـ(اعتصام الرحيل)، حين خرج الآلاف من التونسيين في تلك الفترة وبقوا في الشوارع، وكنت بينهم لأنني في هذه الفترة كنت من بين 66 نائبًا في اعتصام الرحيل ورئيسة الكتلة الديمقراطية".
أضافت: "لهذا السبب أحببت تقديم هذه القصة من خلال السيدات الثلاث، ومسيرة كل واحدة منهن، فبطلات العمل -حسب السيناريو- إحداهن مناضلة يسارية، والثانية بائعة هوى، والثالثة فتاة عشرينية جرى إغوائها للانضمام لتنظيم إرهابي متطرف، وأتمنى أن تصل رسالتي من خلال هذا العمل".