أثار رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، عاصفة سياسية جديدة في واشنطن، بإعلانه عن خطط لإجراء تحقيق موسع في أعمال لجنة 6 يناير السابقة، متهمًا إياها بتضليل الرأي العام الأمريكي وتشويه الحقائق، في حين يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الأمريكية تحولات مهمة على مستوى المشهد السياسي الداخلي.
ماذا تعني لجنة 6 يناير؟
تشكلت لجنة 6 يناير، والمعروفة رسميًا باسم "لجنة مجلس النواب المختارة للتحقيق في هجوم 6 يناير"، في يوليو 2021 كلجنة برلمانية خاصة بتكليف من رئيسة مجلس النواب آنذاك، نانسي بيلوسي.
هدفت اللجنة إلى التحقيق في الأحداث المحيطة بالهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، عندما اقتحم حشد من مناصري الرئيس السابق دونالد ترامب، المبنى أثناء جلسة المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية.
ترأس اللجنة النائب الديمقراطي بيني تومبسون، وكانت النائبة الجمهورية ليز تشيني نائبة للرئيس، وعقدت عدة جلسات استماع علنية وأجرت مقابلات مع مئات الشهود، وخلصت في تقريرها النهائي إلى تحميل ترامب مسؤولية كبيرة عن أحداث ذلك اليوم.
انتهت أعمال اللجنة في يناير 2023، وأصدرت تقريرًا نهائيًا من 845 صفحة يوثق نتائج تحقيقاتها وتوصياتها.
معركة الوسام الرئاسي تشعل الأزمة
كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن جونسون شن هجومًا حادًا على الرئيس جو بايدن، على خلفية قراره منح وسام المواطنة الرئاسي لعضوي لجنة 6 يناير السابقين: النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني والنائب الديمقراطي بيني تومبسون.
وعبر منصة "إكس"، اتهم جونسون أعضاء اللجنة بممارسة التضليل المتعمد والمتكرر للشعب الأمريكي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى اتهامات أكثر خطورة تتعلق بالتلاعب بالأدلة وتدميرها، مشيرًا إلى أن اللجنة لجأت إلى توظيف منتج تلفزيوني محترف في محاولة لإضفاء المصداقية على ما وصفه بأنه "خدعة كاملة ومضيعة للوقت".
تقرير جمهوري يفتح جبهات جديدة
وفي تطورٍ لافتٍ نقلته "ذا هيل"، أصدر الجمهوريون في منتصف ديسمبر تقريرًا شاملًا يُسلط الضوء على ما اعتبروه "إخفاقات وتسييسًا" للجنة 6 يناير.
وتضمن التقرير اتهامات خطيرة، أبرزها التوصية بإجراء تحقيق جنائي مع ليز تشيني بتهمة التلاعب بالشهود، مستندين في ذلك إلى تواصلها مع كاسيدي هتشينسون، المساعدة السابقة في البيت الأبيض والشاهدة الرئيسية في تحقيقات اللجنة.
واعتبر التقرير أن لجنة نانسي بيلوسي، التي كلفت الحكومة ملايين الدولارات، لم تكن سوى أداة سياسية هدفها الوحيد تضليل الرأي العام وإلقاء اللوم على الرئيس ترامب في أحداث العنف التي شهدها السادس من يناير، وتشويه إرث رئاسته الأولى.
المواجهة تتصاعد
كشفت "ذا هيل" عن رد قوي من جانب ليز تشيني على هذه الاتهامات، حيث قدمت وصفًا مفصلًا لدور ترامب في أحداث 6 يناير.
ووصفت تشيني الرئيس السابق بأنه شخص "قاسٍ وانتقامي"، مؤكدة أنه سمح باستمرار الهجمات العنيفة على مبنى الكابيتول وضباط إنفاذ القانون، في حين اكتفى بمشاهدة الأحداث عبر التلفاز، رافضًا لساعات طويلة إصدار أي توجيهات لأنصاره بالتراجع والمغادرة.
وفي المقابل، يبدو أن الجمهوريين، بقيادة جونسون، مصممون على المضي قدمًا في تحقيقهم الجديد، مع تعهد صريح بتوفير تمويل كامل له في الكونجرس المقبل.