ارتفعت أعداد المشردين والأشخاص بلا مأوى الولايات المتحدة الأمريكية، مع أزمة الإسكان الميسور والأجور الراكدة والكوارث الطبيعية التي ضربت المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، فيما كانت النسبة الأكبر بين المواطنين السود بصفة عامة.
وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، قال مسؤولون فيدراليون، أمس الجمعة، إنَّ عدد المشردين ارتفع بنسبة 18% في الولايات المتحدة هذا العام.
وفقًا لتقرير سنوي صادر عن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية، عانى أكثر من 771 ألف شخص (نحو 23 من كل 10 آلاف) من التشرد عندما تم إجراء التعداد الوطني في يناير.
وشهدت الأسر التي لديها أطفال أكبر زيادة في التشرد بنسبة 39%، إذ عانى ما يقرب من 150 ألف طفل من التشرد في ليلة واحدة في عام 2024، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 33% عن العام الماضي.
وعلى العكس من ذلك، كان المحاربون القدامى هم المجموعة الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في التشرد، إذ انخفض بنسبة 8% من عام 2023 إلى عام 2024، وفقًا للتقرير.
شهدت لوس أنجلوس، التي أبلغت باستمرار عن أكبر عدد من الأشخاص بلا مأوى في البلاد، انخفاضًا بنسبة 5٪ بعد الاستثمارات في برامج الإسكان المؤقت والدائم.
وسجلت دالاس، التي أطلقت في عام 2021 مبادرة لربط العائلات بلا مأوى بالسكن والخدمات، انخفاضًا بنسبة 16٪ هذا العام.
وقالت أدريان تودمان، وزيرة الإسكان والتنمية الحضرية، في بيانٍ: "لا ينبغي لأي أمريكي أن يواجه التشرد، وإدارة الرئيس جو بايدن ملتزمة بضمان حصول كل أسرة على السكن الميسور والآمن والعالي الجودة الذي تستحقه".
وأجري التعداد السنوي قبل أشهر من حكم المحكمة العليا الأمريكية الذي سمح للمدن بحظر النوم والتخييم في الشوارع العامة.
ومنذ قرار يونيو، أقرّت المدن والولايات، وخاصة في غرب الولايات المتحدة، سياسات جديدة تسمح بإزالة المخيمات، ما قد يؤثر على التعداد السنوي في المستقبل.
وقالت رينيه ويليس، الرئيسة التنفيذية المؤقتة للائتلاف الوطني للإسكان لذوي الدخل المنخفض، في بيانٍ: "إن زيادة التشرد هي النتيجة المأساوية، ولكن المتوقعة، لقلة الاستثمار في الموارد والحماية التي تساعد الناس على العثور على مساكن آمنة وبأسعار معقولة والحفاظ عليها".
وبحسب التقرير، كان نحو 5200 شخص في جزيرة ماوي في هاواي ينامون في ملاجئ الطوارئ وقت إجراء التعداد السنوي.
وتغيرت هذه الأرقام منذ إجراء التعداد، بعد أن دمر حريق وحشي المدينة التاريخية في عام 2023.
وتعكس البيانات أيضًا الخسائر المدمرة التي يمكن أن تخلفها الكوارث الطبيعية على المجتمعات، إذ يغذي تغير المناخ المزيد من حرائق الغابات والأعاصير.
وفقًا للتقرير، كان الأشخاص الذين يحددون هويتهم على أنهم سود أو أمريكيون من أصل إفريقي ممثلين بشكل زائد بين الأشخاص الذين يعانون من التشرد.
وفي حين أنهم يشكلون 12٪ من سكان الولايات المتحدة، فإن 32٪ منهم يعانون من التشرد.