في الوقت الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة الأمريكية بيوم الذكرى لتكريم الجنود الأمريكان، أظهرت أحدث البيانات عن وزارة شؤون المحاربين القدامى ارتفاعًا تاريخيًا في معدلات الانتحار، خاصة بين المحاربين القدامى من الهنود الأمريكيين وسكان ألاسكا الأصليين.
ويبلغ أحدث معدل انتحار للمحاربين القدامى من الهنود الأمريكيين وسكان ألاسكا الأصليين 46 لكل 100.000، وفقًا لأحدث تقرير وطني عن الانتحار صادر عن فرجينيا، وبحسب موقع military times، يعتبر ذلك أعلى معدل بين المجموعات العرقية، مشيرين إلى أنه يمثل قفزة كبيرة خلال عام واحد، التي كانت 29 فقط.
السكان الأصليون والهنود
أكدت الدراسة أن المحاربين القدامى من السكان الأصليين قد يكونون معرضين لخطر كبير للانتحار، مشيرين إلى أن الانتحار ليس مشكلة متزايدة فقط بين هؤلاء، لكن بين الأصغر منهم سنًا أيضًا، مضيفين أن خطر الانتحار كان أعلى بشكل خاص خلال السنة الأولى بعد التسريح من الخدمة العسكرية وأن أكثر وسائل الانتحار المميتة استخدامًا كانت الأسلحة النارية، التي تم استخدامها في أكثر من نصف الحالات التي تم فحصها.
وبلغ معدل الانتحار بين البالغين الأمريكيين الذين تم تحديدهم على أنهم هنود أمريكيون من أصل إسباني أو من سكان ألاسكا الأصليين، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لافتين إلى انتشار تلك الظاهرة انعكست بصورة مؤلمة في مجتمع الأمريكيين الأصليين الأوسع.
الأسباب الرئيسية
وترجع موجات الانتحار بين المحاربين القدامى من السكان الأصليين، إلى بحر من العوامل والتحديات، وفقًا للموقع، منها ندرة المساكن وقدرات الانترنت المحدودة وارتفاع معدلات البطالة وحواجز السفر، بجانب قلة الموارد وصراعهم من أجل هويتهم.
كما يعود ارتفاع معدلات الانتحار من نحو 48 إلى 69 حالة وفاة، إلى عوامل الخطر التي ارتفعت وسط جائحة كوفيد-19، التي زادت بالنسبة للفئات الضعيفة منهم، ووفقًا للموقع أظهرت تلك الفترة الزمنية زيادة في حالات الاكتئاب والقلق وإساءة استخدام الكحول والحصول على الأسلحة النارية والعزلة.
مواجهة الانتحار
من أجل مواجهة ذلك، تم إطلاق مشروع تحت مسمى Televeda حيث تم إطلاقه جنوب غرب الولايات المتحدة باعتبارها واحدة من أكبر المحميات وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، حيث تسعى إلى مشاركة المحاربين القدامى في مناقشات المائدة المستديرة ومساعدتهم على العقبات الشخصية والاعتراف بقيمة الذات.
وأكد مايانك ميشرا، المؤسس المشارك للمشروع أنهم يأملون في أن تساعد جهودهم في الترابط الاجتماعي وبناء المجتمع، ومناقشة القضايا التي يعاني منها مجتمعهم بصراحة، بدءًا من العزلة الاجتماعية وحتى ضغوط ما بعد الصدمة وبالتالي المساعدة في تقليل الانتحار.
علامات الانتحار
ويعاني المحاربون القدامي من عدة أمور قبل إقبالهم على الانتحار، ووفقًا لموقع خط الأزمات، فذلك يشمل الظهور بمظهر حزين ومكتئب في معظم الأوقات، بجانب اليأس والقلق والإثارة والأرق والشعور بالفشل والغضب، ثم يصل الأمر إلى الانخراط في أنشطة محفوفة بالمخاطر، مثل زيادة تعاطي الكحول والمخدرات، والانسحاب من العائلة، وفي النهاية التخلي عن الممتلكات الثمينة وكتابة الوصية.