زعم نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح البريطاني، أنه أصبح المعارض الرئيسي في المملكة المتحدة، متفوقًا على حزب المحافظين، بعد تدقيق لأرقام العضوية.
واستغل مؤيد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي فترة الأعياد لإعلان حزبه "المعارضة الحقيقية"، وكشف النقاب عمّا وصفته "بوليتيكو" بأنه "مؤشر مبهرج" لإحصاء الأعضاء الجدد.
وقال "فاراج" أن حزبه تجاوز عدد العضوية البالغ 131.680 الذي كشف عنه حزب المحافظين في وقت انتخابات زعامة الحزب، في نوفمبر الماضي.
وسرعان ما اتهمت كيمي بادينوك، زعيمة المحافظين الجديدة، فاراج بـ"التلاعب"، لكنَّه ردَّ بأنه سيسمح لإحدى شركات المحاسبة "الأربعة الكبار" بمراجعة عضوية حزب الإصلاح إذا فعل المحافظون الشيء نفسه.
وقال إنه تلقى اتصالات من "العديد من المبلغين عن المخالفات من حزب المحافظين"، زعموا أنه خلال انتخابات رئاسة الحزب تم إرسال بطاقات الاقتراع إلى أعضاء انتهت صلاحية عضوياتهم أو استقالوا، ولم يستجب المحافظون لهذا التحدي.
حرب كلامية
تسبب حزب الإصلاح الناشئ في المملكة المتحدة في إلحاق أضرار جسيمة بحزب المحافظين في الانتخابات الصيفية، بعد أن فاز بأربعة ملايين صوت وخمسة أعضاء في البرلمان.
والآن، أصبح حزب العمال الحاكم في مرمى بصره، إذ أظهر استطلاع للرأي أُجري هذا الشهر تقدم حزب فاراج على الحزب الذي يقوده رئيس الوزراء كير ستارمر.
وبدأت الحرب الكلامية بين حزبي الإصلاح والمحافظين عندما حضر فاراج رحلة صيد الثعالب التقليدية في "يوم الملاكمة" صباح أمس الخميس، حيث دعا قناة GB News التلفزيونية -المفضلة لديه- لسماعه وهو يتفاخر باللحظة التاريخية التي تفوق فيها حزبه على المحافظين.
وقال زعيم الإصلاح إن 15 ألف عضو دفعوا 25 جنيهًا إسترلينيًا للانضمام إلى الحزب في الأيام الأربعة السابقة.
وتشير "بوليتيكو" إلى أن صحيفة "ريفورم" نشرت مقطع فيديو لشريطها الإخباري يتم عرضه على مقر حزب المحافظين، ما أدى إلى تحويل الشارع إلى اللون الفيروزي للحزب، وصاح: "عيد ميلاد سعيد، كيمي"، (ساخرًا من زعيمة المحافظين).
وردًا على ذلك، شككت "بادينوك" في دقة الأرقام، قائلة: "لقد كنا نراقب الجزء الخلفي من الموقع لأيام ويمكننا أيضًا أن نرى أنهم غيروا للتو الكود للربط بموقع مختلف.. فاراج لا يفهم العصر الرقمي، هذا النوع من التزوير يتم اكتشافه بسرعة كبيرة، على الرغم من أنه ليس قبل أن يتم خداع الكثيرين".
وردَّ فاراج على منصة "إكس" قائلًا: "نحن نتفهم أنك تشعرين بالمرارة والانزعاج والغضب لأننا أصبحنا الآن ثاني أكبر حزب في السياسة البريطانية، وأن العلامة التجارية المحافظة تموت تحت قيادتك.. ومع ذلك، هذا ليس عذرًا لاتهامنا بارتكاب الاحتيال".
بلا نجاح
وسط هذه الحرب الكلامية، سارع منتقدو الحزبين إلى الإشارة إلى أن أرقام العضوية لا تعادل دائمًا النجاح الانتخابي.
ويستند المنتقدون إلى أن زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين جمع نحو 560 ألف عضو متحمس قبل أن ينهار إلى أسوأ هزيمة في تاريخ حزبه في عام 2019.
وتشير الصحيفة إلى أن الانتخابات المحلية في مايو "ستكون اختبارًا كبيرًا لمعرفة ما إذا كان فاراج قادرًا على ترجمة قاعدة الدعم هذه إلى مقاعد في المجلس".
وأظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة "يوجوف" ونشرته صحيفة "ذا تايمز" أن أيًا من زعماء الأحزاب الثلاثة لا يحظى بشعبية بين عامة الناس.
ويبلغ صافي شعبية ستارمر -41، في حين بلغ صافي شعبية فاراج -34، وبادينوك -31.