الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فضائح متتالية وسياسات فاشلة.. أسباب الانهيار التاريخي لحزب المحافظين البريطاني

  • مشاركة :
post-title
العلم البريطاني

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

رسم محللون وسياسيون أسباب المذبحة التاريخية التي تعرض لها حزب المحافظين الحاكم في الانتخابات النيابية، بعد 14 عامًا من السيطرة على السلطة في بريطانيا، والتي شهدت تقلبات اقتصادية وانفصال عن أوروبا فيما عرف بالبريكست، وفضائح سياسية كان آخرها فضيحة المراهنات على الانتخابات الشهيرة.

واستيقظ حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا اليوم الجمعة، على زلزال سياسي كبير، وأسفرت النتائج الأخيرة عن فوز حزب العمال بـ 410 مقاعد، وهو ما يفوق بكثير العدد المطلوب من المقاعد البالغ 326 مقعدًا لتحقيق الأغلبية، وبحسب الجارديان البريطانية حصل حزب المحافظين على 119 مقعدًا، بينما حصل حزب الديمقراطيين الليبراليين على 71 مقعدًا وبات ثالث أكبر حزب في مجلس العموم.

سياسات فاشلة

وكان حزب المحافظين الحاكم، على شفى محوه من خريطة المشهد السياسي، كما تقول الكاتبة فرانسيس رايان لصحيفة الجارديان، حيث تم إقصاء رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس بشكل غير متوقع، إلى جانب موجة من أعضاء مجلس الوزراء، بما في ذلك بيني موردونت وجاكوب ريس موج وجرانت شابس.

ولفتت إلى أن الانتخابات الحالية لم تكن تهدف إلى الترحيب بحزب العمال بقدر ما كانت تهدف إلى إخراج المحافظين، بسبب سياساته التي وصفتها بالفاشلة، حيث عاش الناخبون حقبة غير مسبوقة من القسوة والفوضى والفساد، من بداية من التقشف إلى الخروج البريطاني إلى فضيحة الحزب، مشيرة إلى أن 14 عامًا من سوء الحكم المحافظ كانت بمثابة حكم بالسجن مدى الحياة.

مظاهرة في بريطانيا ضد ترحيل المهاجرين إلى رواندا
ويندراش ورواندا

وعددت الكاتبة عددًا من الأزمات التي واجهت الحزب خلال تلك الفترة، على رأسها قضية المهاجرين من دول الكومونولث المعروفة باسم فضيحة ويندراش، والتي بسببها استقالت وزيرة الداخلية البريطانية، والحريق الهائل الذي وقع في برج جيرينفل الشهير وأدى إلى وفاة 58 شخصًا وإصابة 30 آخرين.

كما كانت أزمة شاحنات "اذهبوا إلى دياركم" ضمن استراتيجية تيريزا ماي للقضاء على الهجرة غير الشرعية، حيث كانت تجوب الشوارع وتعرضت لانتقادات واسعة النطاق، ووصفت بأنها استراتيجية سيئة السمعة وتم منعها، بجانب "بند الاغتصاب" الذي يمنع حصول النساء اللاتي أنجبن طفلاً ثالثاً نتيجة اغتصابهن أو إكراههن على ائتمانات ضريبية، وفي النهاية خطة سوناك لترحيل المهاجرين عبر الطيران إلى رواندا.

تجنب الإذلال

من جانبها ترى كاتي بولز المتخصصة في الشأن السياسي في مقالها بالجارديان البريطانية، أن أجمل ما حصل عليه حزب المحافظين في هذه الانتخابات هو أنه ظل المعارضة الرسمية للملك البريطاني وتجنبوا الإذلال المتمثل في معاملتهم كحزب هامشي من قبل الجميع، وحصلوا على 119 مقعدًا على عكس التوقعات.

ولكن سيجد حزب سوناك صعوبة من التعافي خلال فترة ولاية واحدة، بعد الخسائر الكارثية التي تعرضوا لها في مناطق كانوا يمتلكونها لفترات طويلة، وخسروها بصورة غير متوقعة في تلك الانتخابات، مشيرة إلى أن عملية إعادة البناء ستكون صعبة للغاية، ولكن الأصعب هم الأعضاء أنفسهم، خاصة ما وصفتهم بالوحوش الكبيرة من الوزراء والمشاهير الذين يمكن أن يتسببوا في الفوضى وتقسيم الحزب أكثر من محاولتهم إعادة تجميع صفوفهم.

سجل المناخ

في الوقت ذاته كشف كريس سكيدمور هو وزير الطاقة المستقيل من وزارة سوناك، عن الأسباب التي كانت قاضية بالنسبة لحزب المحافظين، حيث أكد أن تلك الهزيمة التاريخية ترجع إلى تراجعهم عن سياسة صافي الانبعاثات الصفرية والعمل المناخي، والترويج لمشاريع النفط والغاز الجديدة وفتح منجم فحم جديد.

ذلك الأمر أصبح كما يقول أعظم خطأ ارتكبه في فترة رئاسته للوزراء، حيث كان فرصة اقتصادية كبيرة تجلب معها الوظائف والنمو والتجديد، خلافًا إلى هجمات الحزب المتواصلة على المهاجرين، وعلى القانون الإنساني الدولي، وعلى الطلاب الدوليين، مؤكدًا أن المحافظين خلال الفترة الأخيرة اتبع سياسى الكراهية وليس الأمل، وإلقاء اللوم على الآخرين.