زعمت صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن القوات المسلحة البريطانية أصبحت الآن تفتقر إلى الكفاءة، مشيرة إلى أن أعدادها انخفضت بشكل حاد بسبب استقالة العديد من الجنود.
وحددت الصحيفة البريطانية في تقرير لها عدة أسباب لاستقالة جنود من الجيش البريطاني، منها تراجع الإنفاق والمحفزات.
ونقلت عن الجنرال السير ديفيد ريتشاردز، رئيس الأركان البريطاني السابق، أن القوات المسلحة أصبحت الآن في حالة حرجة، وقال: "إن ما يميز القوات المسلحة البريطانية تاريخيًا عن معظم نظيراتها، إن لم يكن كلها، هو جودة وتحفيز الأشخاص الموجودين فيها".
وأضاف أن "المعدات لا قيمة لها إذا لم تتمكن القوات البحرية والبرية والجوية من استقطاب والاحتفاظ بحصتها العادلة من أفضل الأشخاص الذين تستطيع أمتنا أن تقدمهم. واليوم، أصبحت هذه الكتلة الحرجة من الجودة معلقة بخيط رفيع. والعالم في حالة خطيرة. والقوات المسلحة في حالة يرثى لها".
انكماش حجم الجيش
وإبقاء القوات في الجيش كان يشكل دومًا تحديًا كبيرًا، وخاصة عندما تنتهي صراعات مثل الحرب في أفغانستان. وكما ذكرت "التليجراف"، فإن أفراد القوات المسلحة يتركون الخدمة بمعدل مثير للقلق، على الرغم من زيادة الرواتب بنسبة 6% خلال الصيف.
وللمرة الأولى على الإطلاق، لم يعد هناك سوى اثنين من العسكريين أو العسكريات لكل ألف شخص في بريطانيا. وغادر نحو 15.119 جنديًا القوات المسلحة البريطانية حتى أكتوبر الماضي. ومن بين هؤلاء، 7.778 اختاروا المغادرة طواعية. وقامت القوات بتجنيد ما يزيد قليلًا على 12 ألف فرد خلال الفترة نفسها، ما أدى إلى انكماش حجم الجيش البريطاني.
والأسوأ من ذلك أن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، قدّم في الشهر الماضي، تقييمًا قاتمًا للحاضرين في جلسة للجنة الدفاع عن مشكلات التجنيد والاحتفاظ بالجيش عندما قال: "كانت أهداف التجنيد محددة لكنها لم تتحقق كل عام؛ وفي العام الماضي، انخفضت الروح المعنوية للخدمة إلى مستويات متدنية قياسية".
ويعتقد الجنرال السير ريتشارد دانات، القائد السابق للجيش البريطاني، أن النقص في القوات جعل العديد من العسكريين يشعرون وكأنهم لا يستطيعون أن يشكلوا قوة قتالية حقيقية.
وقال لـ"التليجراف" إن "استخدام معدات قديمة أو غير مناسبة أمر محبط للغاية. وعلى نحو مماثل، يدرك الجنود أن الجيش غير قادر على تحقيق هدفه المتمثل في تشكيل فرقة قتالية كاملة التجهيز وقادرة على القتال. وهم يشعرون الآن أنهم جزء من قوات درك ضعيفة التجهيز".
تراجع المميزات
ولفتت "التليجراف" إلى أن البعثات الخارجية كانت تشكّل ذات يوم نقطة بارزة في مسيرة العسكري، حيث كان لحملة الدعاية الأكثر شهرة في الجيش "انضم إلى الجيش، وشاهد العالم" صدى حقيقي. لكن العديد من هذه الفرص سقطت في الطريق، ضحية لخفض التكاليف الحكومية وتقليص البصمة العالمية للقوات المسلحة.
وعلاوة على ذلك، تأتي قضية السكن الخدمي الرديء للغاية الذي تضطر العديد من أسر العسكريين إلى العيش فيه، وهو أمر يتم التقليل من شأنه في كثير من الأحيان. إذ يعيش الآلاف من أسر القوات المسلحة حاليًا في منازل وشقق معطلة فيها التدفئة المركزية، وتتسرب المياه من أسقفها، وتنتشر فيها الحشرات والعفن الأسود، ما أدى لنقل الأطفال إلى المستشفى بسبب صعوبات التنفس. وفي حين أن العديد من الجنود قد يكونون على استعداد لتحمّل الحياة الصعبة، فإن زوجاتهم، ليسوا كذلك.
ويعتقد الجنرال ريتشاردز أن الوقت حان للأفعال وليس الأقوال: "لا شك لديّ في أن الوزراء يدركون في قرارة أنفسهم الحالة المزرية التي وصلت إليها القوات المسلحة، ويتعين عليهم الآن أن يتصرفوا كرجال دولة، ويستثمروا بشكل صحيح في القوات المسلحة".