استخدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، سلطته في العفو، لتخفيف الأحكام ضد عشرات الأمريكيين المحكومين بالإعدام على المستوى الفيدرالي، في واحدة من أهم الخطوات المتخذة ضد عقوبة الإعدام في تاريخ الرئاسة الأمريكي الحديث، قبل وصول ترامب.
ويأتي القرار الجديد، بعد وقت قصير من عفوه عن 39 فردًا أدينوا بارتكاب جرائم غير عنيفة، وتخفيف أحكام ما يقرب من 1500 آخرين تم وضعهم في الحبس المنزلي أثناء جائحة كوفيد، بخلاف العفو المثير للجدل عن ابنه هانتر بايدن، من تهم تتعلق بالسلاح والضرائب.
تعهد وتوسيع
وكان بايدن قد تعهد خلال حملته الرئاسية لعام 2020 بإلغاء عقوبة الإعدام، وأشار إلى أنه سيدعم التشريع لإلغاء عقوبة الإعدام على المستوى الفيدرالي، لكن بحسب شبكة "إن بي آر"، فإن إدارته لم تتخذ سوى القليل من الإجراءات لمعالجة القضية في الكونجرس، ولم يسفر تشريع الديمقراطيين عن أي نتيجة.
ولكن الحديث عن الأمر، تصاعد بصورة كبيرة عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، والذي وعد بتوسيع نطاق عقوبة الإعدام الفيدرالية ضمن سياسته، كما أعاد فرض العقوبة خلال ولايته الأولى بعد توقف 17 عامًا.
طرق خاطئة
وحصل ترامب على رقم قياسي لعمليات الإعدام الفيدرالية لرئيس واحد، حيث تم إعدام ما مجموعه 13 شخصًا، وهو ما دفع تحالف من المدافعين عن مناهضة عقوبة الإعدام لإرسال رسائل لبايدن تحثه على تخفيف أحكام جميع السجناء الأربعين.
وقبل إصداره للقرار، وفقًا لخبراء تحدثوا لشبكة سي إن بي سي، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، محط أنظار الجميع، مشيرين إلى أن قضية تخفيف الإعدام لا تتعلق بالضرورة بكونه خطوة سيئة أم جيدة، ولكن المشاكل الخطيرة تتعلق بالطريقة التي يحكم بها عليهم بالإعدام.
مدى الحياة
وجاء قرار بايدن المنتظر، بإعلانه استخدام سلطته في العفو لتخفيف أحكام 37 من أصل 40 رجلًا محكومًا عليهم بالإعدام على المستوى الفيدرالي إلى السجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط، وذلك قبل وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض.
وعلل جو بايدن قراره، الذي تدخل البابا فرانسيس شخصيًا وحثه على اتخاذ الخطوة، بسبب الإجراء المحتمل الذي قد تتخذه إدارة ترامب القادمة، مشيرًا إلى أن ضميره جعله لا يستطيع الوقوف مكتوف الأيدي والسماح للإدارة الجديدة باستئناف عمليات الإعدام التي أوقفها.
أفعالهم شنيعة
ومن بين الذين تم تخفيف أحكامهم، ضابط شرطة نيو أورليانز السابق لين ديفيس، الذي أدين بتوظيف قاتل مأجور لقتل امرأة تقدمت بشكوى ضده، وبراندون كاونسيل، الذي أدين بقتل امرأتين أثناء عملية سطو على بنك وأخبر العملاء أن الشياطين يسيطرون على عقول الناس.
وفي نفس الوقت شدد على إدانته التامة لمن وصفهم بهؤلاء القتلة، ويحزن على ضحايا أفعالهم الشنيعة، ويتألم من أجل كل العائلات التي عانت من خسارة لا يمكن تصورها ولا يمكن تعويضها، ولكن قراره يتسق مع وقف تنفيذ أحكام الإعدام الفيدرالية الذي فرضته إدارته.
استثناء 3
ولم يخفف بايدن أحكام ثلاثة رجال متورطين في قضايا الإرهاب أو القتل الجماعي بدافع الكراهية، بمن فيهم روبرت باورز، الذي أدين بإطلاق النار الجماعي في كنيس يهودي في بيتسبرج عام 2018، وديلان روف، الذي أدين بإطلاق النار الجماعي في كنيسة للسود في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا عام 2015، وجوهر تسارنايف، الذي أدين بتفجير ماراثون بوسطن عام 2013.