عاش المتسوقون في سوق عيد الميلاد بمدينة ماجديبورج بشرق ألمانيا لحظات من الرعب، على خلفية حادث الدهس الذي أدى إلى مقتل 11 شخصًا وإصابة 80 آخرين، فيما عدّه مسؤولون محليون "هجومًا إرهابيًا".
وروى شهود عيان أنه خلال الهجوم، قاد المنفذ سيارة من نوع "بي إم دبليو" سوداء اللون مباشرة صوب الحشد في سوق عيد الميلاد، لمسافة 400 متر في اتجاه مبنى البلدية.
وقالت امرأة تحدثت إلى صحيفة "ميتل دويتشه تسايتونج" المحلية، إنّ "الجاني قاد سيارته عمدًا باتجاه سوق الكريسماس المُزيَّن بزينة عيد الميلاد، حيث تجمع عائلات مع أطفالها الصغار".
وأضافت: "تمكنت بالكاد من رمي نفسي وطفلي بعيدًا عن مسار السيارة".
فيما أفاد شهود عيان بسماع صراخ وبكاء، ووصف صاحب كشك طعام في السوق المشاهد بأنها "تذكرنا بالحرب".
وذكرت شاهدة عيان تدعى نادين (32 عامًا) من فولفسبورج لصحيفة "بيلد" المحلية، أنَّها كانت تبحث عن صديقها الذي صدمته السيارة عندما اندفعت نحو الحشود.
وأضافت: "صدمته السيارة وألقته بعيدًا عني.. كان الأمر مروعًا.. لم يصرخ أحد.. لم أسمع حتى صوت السيارة".
وأوضحت أنَّه أُصيب بجروح في رأسه وساقه، مضيفة: "لا نعرف إلى أي مستشفى تم إرساله، ونحن في حالة قلق متواصل".
وفي ليلة الجمعة، نشرت صفحة سوق ماجديبورج على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "سوق الكريسماس مغلق الآن لهذا اليوم.. نرجو تفهمكم".
وتحدث مايكل ريف، المتحدث باسم المدينة، للصحفيين بالقرب من السوق، إذ أكد أن الحادث وقع في نحو الساعة 7.04 مساءً بالتوقيت المحلي، ويتم التعامل معه على أنه هجوم إرهابي وليس حادثًا، واصفًا الوضع بـ"المروِّع".
ووفقًا لهيئة الإذاعة المحلية "إم دي آر"، أخلت الشرطة المنطقة المحيطة بالسيارة بعد الهجوم؛ للتحقيق في عبوة ناسفة محتملة.
ونقلت الإذاعة لاحقًا عن الشرطة قولها "إنَّه لم يتم العثور على مثل هذه العبوة".
وتأهبت المستشفيات في ماجديبورج لاستقبال المرضى، وتم نشر جميع طائرات الهليكوبتر الطارئة في موقع الحادث.
وأظهرت الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة تقتحم الحشود بسرعة عالية، وعرضت عدة وسائل إعلام مقاطع الفيديو في تغطيتها.
وشُوهد عمال الطوارئ وهم يعالجون الضحايا على الأرض في السوق، محاطين بالدماء.
تم القبض على سائق السيارة على الفور، والتعرف عليه لاحقًا، وهو طبيب سعودي الجنسية يبلغ من العمر 50 عامًا.
ونشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، نقلًا عن مصادر أمنية، أنَّ الجاني استأجر السيارة قبل وقت قصير من الهجوم.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، كان المهاجم يعيش في ألمانيا منذ عام 2006، ويعمل مستشارًا في الطب النفسي.
وأظهرت لقطات من مكان الحادث الجاني ملقى على الأرض، ورأسه مرفوع، بجوار سيارة سوداء تضررت بشدة.
وكان شرطي على بعد أمتار منه يوجه سلاحه في اتجاهه بينما كان المارة ينظرون إليه في حالة صدمة.