تستعد ألمانيا للتهديدات المحتملة من قِبل روسيا، لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على خلفية الحرب الأوكرانية، إذ يعمل المكتب الفيدرالي للحماية المدنية والإغاثة في حالات الكوارث حاليًا على خطة لحماية المخابئ، وإعادة تجهيز المخابئ القديمة.
لا توجد في ألمانيا مساحات محصنة كافية للجميع في حالات الطوارئ، إذ يوجد أقل من 600 ملجأ عام متاح، تكفي لنحو 500 ألف شخص، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
مخابئ ألمانيا
وبدأت ألمانيا في عام 2023 فحص المخابئ المتبقية البالغ عددها 578 ملجأ، ووجدت أنها في حالة سيئة، لكن 130 مليون يورو ستكون كافية لتوفير مساحة لـ500 ألف شخص، وتشمل الملاجئ العامة مخابئ عالية ومنخفضة، إضافة إلى أنفاق قديمة، خلال الحرب العالمية الثانية لأغراض الحماية الجوية.
ولا يمكن استخدام الملاجئ المخصصة البالغ عددها 578 إلا على نطاق محدود للغاية في الحالات، وتوقفت الصيانة للملاجئ العامة في عام 2007 بسبب تغير الوضع الأمني بعد نهاية الحرب الباردة.
مخاوف من روسيا
مع اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية، كلفت وزارة الداخلية الفيدرالية في مارس 2022 بإجراء جرد لجميع الملاجئ العامة التي لا تزال مخصصة.
ومع مهاجمة روسيا أوكرانيا بهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ، يبحث الناس عن مأوى في محطات مترو الأنفاق والأقبية، ما دفع إلى مناقشة حالة الدفاع المدني باستمرار في ألمانيا، ويبدو أن المكتب الفيدرالي للحماية المدنية والمساعدة في حالات الكوارث يدرس أيضًا المباني العامة التي يمكن تحويلها إلى ملاجئ إذا لزم الأمر.
مواجهة مرتقبة
من جانبه طالب وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن تصبح ألمانيا مستعدة للحرب، رغم أن الهجوم على الدول الأعضاء في التحالف العسكري الغربي أمر غير مرجّح في الوقت الحالي، لكنه ممكن في غضون خمس إلى ثماني سنوات.
وقال رئيس جهاز المخابرات الفيدرالية برونو كال: "يجب أن تكون القوات المسلحة الروسية قادرة على تنفيذ هجوم على الناتو بحلول نهاية هذا العقد على أبعد تقدير، ويعتبر الكرملين أيضًا ألمانيا الاتحادية عدوًا".
ويأخذ حلف شمال الأطلسي التهديد على محمل الجد أيضًا فخلال مناورة "الظهيرة الصامدة" في أكتوبر 2024، اختبر الحلف العسكري قدرته الدفاعية باستخدام الأسلحة النووية.
وتتخذ دول أوروبية أخرى أيضًا الاحتياطات اللازمة تستثمر العاصمة البولندية وارسو ما يعادل 28 مليون يورو تقريبًا في بناء ملاجئ من الغارات الجوية وغيرها من التدابير الأمنية، ومن المتوقع أن يتم بناء المرافق خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة.
وتقع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي على الحدود مع أوكرانيا، وأثار الهجوم الروسي هناك قبل أكثر من عامين مخاوف واستعدادات لهجمات محتملة.
مخابئ أوروبا
وعلى غرار ألمانيا أعلنت بولندا في الربيع أنها ستبني مخابئ وخنادق على حدودها مع بيلاروسيا وجيب كالينينجراد الروسي، وعندما يتعلق الأمر بالحماية المدنية، ينصب التركيز دائمًا على الدولة لروسيا والعضو الجديد في الناتو فنلندا.
وفي فنلندا، التي يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة، هناك 50500 ملجأ توفر المأوى لخمسة ملايين شخص، وتعود المنشآت إلى حقبة الحرب الباردة، وتتسع المخابئ الموجودة في العاصمة هلسنكي وحدها لـ900 ألف شخص، أي أكثر من عدد سكان المدينة.