الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الكونجرس يستعد بـ"الخطة ج".. الحكومة الأمريكية على شفا الإغلاق

  • مشاركة :
post-title
مبنى الكابيتول الأمريكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت مصادر في البيت الأبيض لوكالة "رويترز" أنَّ المؤسسات الحكومية الأمريكية تلقت توجيهات بالاستعداد لإغلاق حكومي وشيك، في تطور يعكس خطورة الأزمة المتصاعدة في واشنطن.

ويأتي هذا التحذير في وقت يتصاعد فيه التوتر مع اقتراب شبح الإغلاق الحكومي، إذ يواجه الكونجرس تحديًا غير مسبوق لتجنب أزمة مالية وإدارية قد تؤثر على ملايين الأمريكيين، في وقت حساس مع اقتراب موعد تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة الشهر المقبل، ما يضع المشرعين تحت ضغط هائل للتوصل إلى حل قبل منتصف ليل الجمعة.

"الخطة ج"

في تطور سريع للأحداث، أعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون عن وجود "خطة ج" لتفادي الإغلاق الحكومي الوشيك، مؤكدًا أن المجلس سيصوِّت على التشريع الجديد صباح الجمعة بتوقيت واشنطن، وفقًا لصحيفة ""ذا هيل" الأمريكية.

وكشفت مصادر داخل الكونجرس للصحيفة أنَّ هذا الإعلان يأتي في أعقاب فشل ذريع للخطة السابقة التي طرحها جونسون ليل الخميس، والتي تضمنت حزمة تمويل طموحة بقيمة 110 مليارات دولار للكوارث والمساعدات الزراعية، إضافة إلى تعليق سقف الدين لمدة عامين.

وفي تفاصيل الأزمة المتصاعدة، نقلت "نيويورك تايمز" عن السيناتور ماركواين مولين تصريحات تفاؤلية حول إمكانية تجنب الإغلاق، مشيرًا إلى أن اقتراب عطلة عيد الميلاد قد يدفع المشرعين نحو التوصل لاتفاق.

وأضاف "مولين" أنَّ هناك احتمالًا لتمرير قرار تمويل مؤقت "نظيف" لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وهو ما تم مناقشته في اجتماعات متأخرة ليل الخميس وصباح الجمعة.

تداعيات كارثية

وكشفت وثائق حكومية عن حجم التأثير المحتمل للإغلاق على المؤسسات الفيدرالية وموظفيها، فوفقًا لتقارير مكتب إدارة الموظفين الفيدرالي التي نقلتها نيويورك تايمز، سيؤثر الإغلاق على نحو 800 ألف موظف من إجمالي القوى العاملة الفيدرالية البالغة أكثر من مليوني موظف.

وأوضح كارتر لانجستون، المتحدث باسم إدارة أمن النقل، أن الوضع سيكون أكثر تعقيدًا خلال موسم العطلات، إذ تتوقع الوكالة التعامل مع 40 مليون مسافر، ما قد يؤدي إلى تأخيرات طويلة في المطارات.

وفي قطاع الصحة والخدمات الإنسانية، كشفت الخطط الطارئة عن تسريح أكثر من 40 ألف موظف بحلول اليوم الثاني من الإغلاق، مع الاحتفاظ بنحو 50 ألفًا في المواقع الحيوية.

وستستمر المراكز السريرية للمعاهد الوطنية للصحة في تقديم الرعاية للمرضى الذين تستدعي حالتهم الطبية ذلك، بينما ستواصل إدارة الغذاء والدواء مراقبة تفشي الأمراض المنقولة عبر الغذاء وانتشار الإنفلونزا.

تأثيرات اجتماعية عميقة

ويمتد تأثير الإغلاق الحكومي المحتمل إلى ما هو أبعد من الموظفين الفيدراليين ليطول شريحة واسعة من المجتمع الأمريكي، فبحسب تقارير وزارة الأمن الداخلي، سيستمر أكثر من 150 ألف موظف في العمل بدون أجر فوري نظرًا لتصنيف وظائفهم كـ"ضرورية لحماية الحياة والممتلكات".

وفي حين سيحصل الموظفون الفيدراليون على رواتبهم المتأخرة بمجرد انتهاء الإغلاق، فإن مصير آلاف المتعاقدين مع الحكومة، مثل عمال النظافة وموظفي الكافيتريات، يبقى غير واضح.

وتشير التقارير إلى أن برامج المساعدات الغذائية للأسر منخفضة الدخل، مثل قسائم الطعام وبرنامج التغذية التكميلي الخاص للنساء والرضع والأطفال (WIC)، قد تتأثر بشكل كبير إذا استمر الإغلاق لفترة طويلة.

وفي مشهد مشابه لإغلاق 2019، ربما تظهر طوابير طويلة أمام بنوك الطعام في منطقة واشنطن، حيث يضطر الموظفون الفيدراليون للحصول على وجبات مجانية.

ضغوط إدارة ترامب

أشارت "ذا هيل" إلى تعقد المشهد السياسي مع تدخل ترامب في المفاوضات، إذ طالب بإدراج رفع سقف الدين ضمن قرار التمويل المؤقت، فيما عقد رئيس مجلس النواب اجتماعًا مع أعضاء من تكتل الحرية اليميني المتشدد وشخصيات بارزة من إدارة ترامب القادمة، بما في ذلك نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس وراسل فوت، الذي شغل سابقًا منصب رئيس مكتب الميزانية في البيت الأبيض.

ومع اقتراب الموعد النهائي، تتزايد المخاوف من تأثير هذه الأزمة على الأيام الأولى لإدارة ترامب الثانية، خاصة مع تعقد المشهد السياسي وتباين المواقف بين الديمقراطيين والجمهوريين حول قضايا التمويل وسقف الدين.