زعم تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الفصائل المسلحة السورية، التي نجحت في إنهاء حكم نظام الرئيس بشار الأسد، تلقت طائرات بدون طيار وطرق أخرى من الدعم من عملاء المخابرات الأوكرانيين، الذين سعوا إلى تقويض روسيا وحلفائها السوريين.
ووفقًا لمصادر مطلعة على الأنشطة العسكرية الأوكرانية في الخارج، أرسلت المخابرات الأوكرانية حوالي 20 مشغل طائرات بدون طيار من ذوي الخبرة وحوالي 150 طائرة بدون طيار من منظور الشخص الأول إلى مقر الفصائل في إدلب بسوريا، قبل أربعة إلى خمسة أسابيع لمساعدة هيئة تحرير الشام.
وتعتقد مصادر استخباراتية غربية أن مساعدة كييف "لعبت دورًا متواضعًا" في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ولكن كان الأمر ملحوظًا "كجزء من جهد أوكراني أوسع نطاقًا لضرب العمليات الروسية سرًا في الشرق الأوسط وإفريقيا وداخل روسيا نفسها".
وأكد التقرير أن برنامج المساعدة السري لأوكرانيا في سوريا "كان سرًا مكشوفًا"، على الرغم من أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن نفوا مرارًا وتكرارًا العلم به.
ولفت إلى أن دوافع أوكرانيا واضحة "في مواجهة هجوم روسي داخل بلادهم، بحثت المخابرات الأوكرانية عن جبهات أخرى حيث يمكنها أن تدمي أنف روسيا وتقوض أصدقاءها".
العمل على الأرض
في 3 يونيو الماضي، نقلت صحيفة "كييف بوست" عن مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني (GUR)، إنه "منذ بداية العام، ألحقت الفصائل السورية، بدعم من عملاء أوكرانيين، ضربات عديدة على منشآت عسكرية روسية ممثلة في المنطقة".
وتضمنت تلك القصة رابطًا للقطات فيديو تُظهر هجمات على مخبأ مضلع بالحجارة وشاحنة بيضاء وأهداف أخرى قيل إنها تعرضت لقصف من قبل مدعومين من أوكرانيا داخل سوريا.
وذكرت الصحيفة الأوكرانية أن العملية نفذتها وحدة خاصة بالتعاون مع الفصائل السورية.
وحسب "واشنطن بوست"، يشتكي المسؤولون الروس منذ أشهر من الجهود شبه العسكرية الأوكرانية في سوريا.
وقال ألكسندر لافرينتييف، الممثل الخاص لروسيا في سوريا، في مقابلة مع وكالة "تاس" في نوفمبر الماضي: "لدينا بالفعل معلومات تفيد بأن خبراء أوكرانيين من مديرية الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا موجودون على أراضي إدلب".
وأدلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بادعاء مماثل في سبتمبر حول "مبعوثي الاستخبارات الأوكرانية" في إدلب؛ والذين زعم أنهم كانوا يقومون بـ "عمليات قذرة"، وفقًا لصحيفة "الوطن "السورية، التي أكدت أن وزير الدفاع الأوكراني كيريلو بودانوف كان على اتصال شخصي مع هيئة تحرير الشام.
ملاحقة روسيا
ليست سوريا الحالة الوحيدة التي تعمل فيها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في الخارج لمضايقة العملاء الروس، حسب الصحيفة الأمريكية؛ حيث تعهد بودانوف في أبريل 2023 بأن أوكرانيا ستلاحق الروس المذنبين بارتكاب جرائم حرب "في أي جزء من العالم".
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، في أغسطس، أن أوكرانيا ساعدت المتمردين في شمال مالي في نصب كمين لأفراد روس من مجموعة فاجنر. وقالت إن الهجوم الذي تم في يوليو أسفر عن مقتل 84 من عملاء فاجنر و47 ماليًا.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين أن عمليات الاستخبارات العدوانية التي يشنها بودانوف كانت تقلق إدارة بايدن في بعض الأحيان.
وتعكس العملية الأوكرانية في سوريا محاولة لتوسيع ساحة المعركة، وإيذاء الروس في المناطق التي لم يكونوا مستعدين لها، بحسب وصف الصحيفة.
لكن، قال ألكسندر ليبمان، أستاذ السياسة الروسية وأوروبا الشرقية في الجامعة الحرة في برلين، لصحيفة "برلين إنسايدر" إنه إذا تأكد أن أوكرانيا أرسلت طائرات بدون طيار ومشغلي طائرات بدون طيار إلى سوريا، فسيكون ذلك مفاجئًا نظرًا لـ "إشكالية" الوضع في شرق أوكرانيا.
وقال ليبمان "لست متأكدًا من أن أوكرانيا يمكن أن تكسب الكثير من خلال المشاركة في مثل هذه العمليات. بل إنها ستهدر ببساطة الموارد التي تحتاجها لخوض الحرب على الأراضي الأوكرانية نفسها".