حُكم على دومينيك بيليكوت - أحد أسوأ مرتكبي الجرائم الجنسية في تاريخ فرنسا الحديث - بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة تخدير زوجته السابقة جيزيل، ودعوة العشرات من الرجال لاغتصابها في منزلها بجنوب فرنسا على مدى ما يقرب من عقد من الزمان.
وفي المحاكمة التاريخية التي أُقيمت اليوم الخميس، لـ51 رجلًا بخلاف المتهم الرئيسي، تتراوح أعمارهم بين 26 و74 عامًا، أُدين 47 شخصًا بتهمة الاغتصاب، واثنان بتهمة محاولة الاغتصاب، واثنان بتهمة الاعتداء الجنسي، بحسب شبكة بي بي سي البريطانية.
صدمة كبيرة
وتكشفت أبعاد القضية وتفاصيلها، بعدما تنازلت جيزيل بيليكوت الضحية الرئيسية في القضية الشهيرة، عن حقها التلقائي في عدم الكشف عن هويتها عام 2021، ما جعل المحكمة تُعقد بصورة علنية أمام الجمهور وتابعتها وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية.
وتسببت القضية في صدمة كبيرة داخل المجتمع الفرنسي والأوروبي، بسبب تفاصيلها البشعة، إذ تبين من التحقيقات أن المتهم دومينيك قام لمدة عقد من الزمن منذ عام 2011 بتخدير زوجته السابقة جيزيل بيليكوت واغتصابها، وفق الجارديان البريطانية.
آلاف المقاطع
ولم يكتفِ المتهم بذلك، بل جند العشرات من الرجال عبر الإنترنت لممارسة الجنس معها بينما كانت فاقدة للوعي، وتم اكتشاف جرائمه عام 2020، عندما ألقت الشرطة القبض عليه بتهمة منفصلة تتعلق بتصوير النساء في أحد المتاجر الكبرى.
وصادرت الشرطة أجهزته وعثرت على آلاف مقاطع الفيديو على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، مع أدلة على ارتكاب نحو 200 حالة اغتصاب، إذ استخدم المحققون تلك المقاطع لتعقب المتهمين معه.
وتبين أن معظم المتهمين كانوا يأتون من بلدات وقرى تقع في دائرة نصف قطرها 50 كيلومترًا من قرية مازان، موطن عائلة بيليكوت، التي كانت تقيم فيه ومن بينهم رجال إطفاء وسائقو شاحنات وجنود وصحفي ودي جي.
أنا مغتصب
وأمام المحكمة زعم العديد من المتهمين أنهم لم يدركوا أن جيزيل بيليكوت لم توافق، مشيرين إلى أنهم تعرضوا للخداع من قبل دومينيك الذي اعترف بالتهم الموجهة إليه عام 2020، وقال نصًا :" نعم أنا مغتصب".
وقالت المحكمة إن المتهم سحق أقراص النوم والأدوية المضادة للقلق في هريس البطاطس أو القهوة أو الآيس كريم على مدى 9 سنوات لزوجته السابقة، وبجانب الحكم الرئيسي أُدين بوضع كاميرات خفية في الحمامات وغرف النوم بمنزله ومنزل عائلته لالتقاط وتوزيع صور عارية لابنته البالغة وزوجات أبنائه.
تبادل العار
كانت جيزيل بيليكوت، صاحبة الـ72 عامًا، التي كانت تعمل مديرة لوجستية متواجدة في المحكمة رفقة أبنائها وقت صدور الحكم، وفي تعليقها أكدت أن المحاكمة كانت صعبة للغاية وشكرت كل من دعمها، واحترامها لقرارات المحكمة.
وأكدت الضحية الفرنسية، أنها كانت تفكر في أحفادها عندما تخلت عن إخفاء هويتها، مشيرة إلى أنها خاضت تلك المعركة من أجل مستقبلهم، وأنها كانت مصممة على تبادل العار من الضحية إلى المغتصب، مطالبة النساء اللاتي تشاركهن نفس المعركة بالثقة في أنفسهن أمام كشف تلك الأمور.