الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اغتصاب وقتل ونزوح جماعي.. العنف العرقي يفتك بـ"مانيبور" الهندية

  • مشاركة :
post-title
مظاهرة ضد العنف المستمر في ولاية مانيبور شمال شرق الهند

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

امرأتان مجبرتان على المشي عاريتين، تبكيان وتتوسلان حشود الرجال التي تحيط بهما وتواصل التنكيل بعضًا من الرحمة، بعد أن تعرضتا لاعتداء جنسي جماعي، مشهد ربما يصعب تصديقه، ولكنه حقيقي شهدته ولاية مانيبور بشمال شرقي الهند، حيث سيطر العنف العرقي بعد خلاف بين أقلية كوكي وأكثرية الميتي، اللتين تتصارعان على الأرض والنفوذ. 

مقطع الفيديو الذي يتدوال هذه الأيام، تم تصويره في مايو الماضي، عندما قاد مجموعة رجال من أكثرية الميتي امرأتين من أقلية الكوكي، عاريتين بعد تدمير قريتهما وسط عنف عرقي، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 130 شخصًا، وإصابة 400 آخرين، وإجبار أكثر من 60 ألف شخص على ترك منازلهم، في وقت تكافح فيه قوات الجيش والشرطة والقوات شبه العسكرية للسيطرة على الأوضاع، بحسب "بي بي سي". 

تفاصيل مقطع الفيديو وتعليق رئيس الوزراء الهندي 

 مقطع الفيديو الذي أظهر المرأتين وهما تبكيان وتتوسلان المهاجمين لإظهار بعض الرحمة، خلّف موجة غضب هائل، دفعت رئيس الوزراء الهندي ناريندرا إلى التحرك، لمواجهة مرتكبي الجريمة، بحسب "سي إن إن". 

 وفي أول تعليق له، قال رئيس الوزراء الهندي: "قلبي مليء بالحزن والغضب، إن حادثة مانيبور مخزية لأي مجتمع، وما حدث لا يمكن أن يُغفر أبدًا، القانون سيأخذ مجراه بكامل قوته". 

ومع تزايد الغضب، وجهت المحكمة العليا في الهند، الحكومة الفيدرالية وحكومة الولاية، باتخاذ خطوات فورية لمحاسبة الجناة، وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث. 

متى بدأت أعمال العنف وما سببها؟ 

في مايو الماضي، بدأت أعمال العنف عندما احتجت أقلية كوكي على مطالب أكثرية ميتي بمنحها وضعًا قبليًا رسميًا، وهو ما رأته أقلية كوكي أنه يؤدي إلى تعزيز تأثيرهم القوي بالفعل على الحكومة، ويسمح لهم بالاستقرار والتملك في المناطق التي يسيطر فيها أبناء كوكي على الأغلبية. 

وبحسب "بي بي سي"، هناك أسباب أخرى تكمن وراء الخلاف الذي اندلع في مايو، إذ يقول أبناء أقلية كوكي، إن الحرب على المخدرات التي تشنها الحكومة التي تسيطر عليها أكثرية ميتي، ليست سوى غطاء لـ"اقتلاع مجتمعاتهم"، كما كانت الهجرة غير الشرعية من ميانمار إلى الولاية، سببًا في تصعيد التوترات، في ظل التنافس على الأراضي جراء تزايد عدد السكان فيها، إذ دفعت البطالة الشباب نحو الميليشيات المختلفة. 

وتشير "دويتشه فيله" إلى أن مطالبة "ميتي"، باعتراف الحكومة بها ضمن فئة "القيلة المجدولة"، يمنحها حصصًا في الوظائف الحكومية، وفي القبول بالجامعات، كشكل من أشكال المبادرة التي تعالج عدم المساواة والتمييز، وفقًا للقانون الهندي.

عنف في مانيبور
من الأطراف المتصارعة؟

أكثرية الميتي، تعود أصولها إلى مانيبور وميانمار والمناطق المحيطة بهما، وهم من الهندوس من الناحية الدينية، ويتبع بعضهم ديانة سناماهي، أما أبناء عرقية كوكي، معظمهم من المسيحيين، وينتشرون في شمال شرقي الهند، وتعود أصول الموجودين في مانيبور إلى ميانمار أيضًا، وتقطن عرقية "ميتي" في وادي إيمفال، بينما تعيش أقلية كوكي في التلال المحيطة وما وراءها.

أين تقع ولاية مانيبور؟

ولاية مانيبور، تقع في شمال شرقي الهند، وهي ولاية ذات طبيعة جبلية، موقعها شرق بنجلاديش وتجاور ميانمار، ويقطنها نحو 3.3 مليون شخص، أكثر من نصفهم من أكثرية الميتي، ونحو 43% من أقلية الكوكي وناجاس، ورغم أن ميليشيات ميتي وكوكي وناغا قاتلت بعضها البعض على مدى عقود، بسبب الاختلافات الدينية والصراع على الأرض، تقتصر الأحداث الراهنة بين "ميتي وكوكي"، وهو صراع "عرقي تمامًا لا دور للدين فيه"، بحسب ديرين سادوكبام، محرر موقع "فرونتير مانيبور".

من يحكم؟

حزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء، هو من يحكم الولاية، بقيادة إن بيرين سينغ الذي ينتمي لعرقية ميتي، كما أن أبناء ميتي يسيطرون على 40 مقعدًا من أصل 60 مقعدًا في البرلمان، رغم أن نسبتهم 53% من السكان.

ماذا فعلت الحكومة؟

نشرت الحكومة نحو 40 ألف جندي وقوات شبه عسكرية وشرطية، في محاولة للسيطرة على أعمال العنف.

وحتى الآن ترفض الحكومة تلبية دعوات زعماء القبائل لفرض حكم مباشر عليها، وسط تزايد لأعمال العنف أجبرت المزيد من القرويين على ترك منازلهم.