قالت مارين لوبان، زعيمة أقصى اليمين في فرنسا، اليوم الأربعاء، إنها تستعد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مضيفة أن فترة الرئيس إيمانويل ماكرون في منصبه انتهت تقريبًا.
وتُعد لوبان، التي نجحت في نقل حزبها "التجمع الوطني" المناهض للهجرة من وضع هامشي إلى دائرة الضوء السياسية، من أبرز المرشحين للرئاسة.
وواجهت ماكرون في عام 2017 وحصلت على حصة أكبر من الأصوات، عام 2022، عندما فاز ماكرون بولاية أخرى مدتها 5 سنوات.
وقالت في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية: "أستعد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، من باب الاحتياط، مع الأخذ في الاعتبار هشاشة إيمانويل ماكرون، وما تبقى له من أدوات مؤسسية قليلة".
وتابعت: "إيمانويل ماكرون انتهى أو كاد ينتهي، وأنه تضاءل على الصعيدين المحلي والدولي".
وأضافت: "أثار غضب الجميع، ولم يعد له أي نفوذ في الاتحاد الأوروبي".
وقال ماكرون مرارًا وتكرارًا إنه لن يستقيل.
وردًا على سؤال عن رد الفعل، قال قصر الإليزيه: عبّر الرئيس بالفعل عن رأيه في هذا الأمر".
حملة شعواء سياسية
وتواجه لوبان تحديات سياسية خاصة بها، فقد اتُهمت هي وأعضاء آخرون في حزبها باستخدام أموال من الاتحاد الأوروبي لدفع رواتب العاملين في الحزب بفرنسا.
ووصفت القضية بأنها حملة شعواء سياسية، وإذا أُدينت، فقد يتم منعها من الترشح لمنصب عام لمدة خمس سنوات، ومن المتوقع أن تنتهي المحاكمة، مارس 2025.
ومنذ أكثر من عقد من الزمان، سعت لوبان إلى تطهير حزب الجبهة الوطنية من الصورة المعادية للأجانب والعنصرية، التي اكتسبها تحت قيادة والدها جان ماري لوبان، التي استمرت ما يقرب من 40 عامًا.
وفي أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي، التي حقق فيها حزب لوبان مكاسب انتخابية، دعا ماكرون إلى انتخابات برلمانية مبكرة وعد بأنها ستجلب المزيد من الوضوح.
ولكن لم يفز أي حزب بمفرده بالأغلبية، الأمر الذي ترك لوبان وحزبها يتمتعان بنفوذ كبير.
وكلف البرلمان المنقسم ماكرون حكومة واحدة حتى الآن، عندما اتحد حزب لوبان مع اليسار لدعم تصويت بحجب الثقة عن رئيس الوزراء ميشيل بارنييه.
وأظهر أحد استطلاعات الرأي أن لوبان حصلت على دفعة من الدعم بعد التصويت، على الرغم من أن بعض الخبراء حذروا من أن ذلك يحمل مخاطر سياسية بالنسبة لها.
وقال التجمع الوطني إن ميزانية بارنييه لعام 2025، التي سعى فيها إلى تقليص العجز المتزايد في ميزانية فرنسا، من خلال زيادة بعض الضرائب وخفض الإنفاق، فشلت في مراعاة مخاوف الناخبين بشأن تكاليف المعيشة.
وقالت لوبان لصحيفة "لو باريزيان"، إن "موقفنا لم يتغير".
وأضافت أنها شعرت بالتشجيع نتيجة للمناقشات التي أجرتها مع رئيس الوزراء الفرنسي الجديد المخضرم فرانسوا بايرو، رغم أنه لم يعلن بعد عن تشكيل حكومته وتعرض لانتقادات، بسبب تعامله مع الإعصار الذي ضرب جزيرة مايوت الفرنسية في المحيط الهندي.
وتابعت: "يقول إنه سيستمع إلينا لكنه ليس أول شخص يقول ذلك".