في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة واستنزاف قدرات الاحتياط في عدة جبهات من الحرب، يتجه جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى توسيع قاعدته البشرية من خلال إنشاء ألوية احتياطية جديدة تعتمد على متطوعين تجاوزوا سن الخدمة التقليدية، إذ تستعرض صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل هذه الخطة وهذه الفرقة العسكرية الجديدة.
فرقة "ديفيد"
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنشاء فرقة احتياطية جديدة باسم "ديفيد"، تتألف من 5 ألوية مكانية مخصصة للدفاع عن المناطق الداخلية والحدود، ووفقًا لجيش الاحتلال، تهدف هذه الفرقة إلى مواجهة سيناريوهات شبيهة بهجمات 7 أكتوبر، عبر تشكيل قوة قادرة على وقف أي غزوات معادية.
وتتراوح أعمار المقاتلين المتطوعين بين 38 و58 عامًا، إذ أعدت خطة تدريب خاصة تتناسب مع قدراتهم البدنية والمهنية، وسيحتفظ هؤلاء الجنود بأسلحتهم وزيهم الرسمي في منازلهم لتسريع الاستجابة في حالات الطوارئ، رغم المخاطر المرتبطة بالسلامة العامة.
تجنيد الأعمار الكبيرة
وفقًا لتقرير "يديعوت أحرونوت"، تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأشهر التسعة الماضية من تجنيد نحو 3000 جندي متطوع، بينهم 100 قائد سرية من أصل 130 مستهدفين.
وأشار التقرير إلى أن العديد من الجنود المتطوعين تجاوزوا سن الأربعين والخمسين، ما يعكس رغبة قوية في العودة إلى الخدمة رغم التحديات العمرية.
وقال اللواء هرتسي هاليفي، رئيس أركان الاحتلال، إن الهدف هو تخفيف العبء عن وحدات الاحتياط الحالية التي تعاني الإرهاق، مع الاعتماد على الخبرة والروح الوطنية لهؤلاء المتطوعين.
وأضاف: "تعلمنا من هذه الحرب أن الجيش يجب أن يكون أكبر وأكثر شمولًا، خاصة لمواجهة الصراعات الممتدة والمواقف الحرجة".
التنظيم الجغرافي للألوية
أوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي أن ألوية الفرقة الجديدة ستنظم وفقًا للمناطق الجغرافية التي يقطنها الجنود، مما يسهل استجابتهم السريعة عند وقوع أي تهديدات. وتشمل الألوية: النقب "نجبا" الشفلا "يوناثان" إمكيم "يزرائيلي" القدس "آري" الجليل والجولان "حيرم".
تعمل هذه الألوية على تأمين مناطق الحدودية التي تشهد زيادة في تهريب الأسلحة، والمناطق الحيوية مثل القدس والسهل الساحلي.
التدريب والتأهيل
تم تطوير برامج تدريبية متقدمة تشمل تحديث المهارات القتالية، التدريب في المناطق المبنية، والتعامل مع سيناريوهات معقدة. ويهدف هذا التدريب إلى تحسين الجاهزية العملياتية للمقاتلين وضمان قدرتهم على مواجهة التحديات بفعالية.
وقال مؤسس الألوية اللواء موتي باروخ: "التغيرات الأمنية تتطلب منا التكيف. المتطوعون في هذه الألوية يمثلون إضافة نوعية تعزز الأمن الوطني".
تحديات اللوجستيات
رغم الفوائد الاستراتيجية، يواجه المشروع تحديات تتعلق بالمخاطر اللوجستية، فالاحتفاظ بالأسلحة في المنازل، على سبيل المثال، يثير قضايا تتعلق بسرقة الأسلحة والسلامة العامة، كما أن إدماج فئات مثل الجنود البدو يحتاج إلى معالجة ملفات بيروقراطية دقيقة لضمان الأهلية الطبية والأمنية.
وتؤكد "يديعوت أحرونوت" أن إنشاء فرقة "ديفيد" يمثل خطوة استراتيجية مهمة، تعكس تحولًا في مفهوم التجنيد نحو استثمار الخبرة الميدانية للمقاتلين الأكبر سنًا. ومع استمرار التحديات الأمنية، تبرز هذه المبادرة كإجابة على حاجة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى توسيع قدراته البشرية وتعزيز مرونته العملياتية، بما يخدم حماية الدولة واستقرارها.