وسط توترات أمنية متصاعدة داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، دوَّت صفارات الإنذار في سلسلة من المستوطنات الإسرائيلية، ممتدة من منطقة الشفالة إلى شارون، في حادثة أثارت الذعر ولفتت الأنظار إلى التهديد المتزايد من اليمن.
إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية، واعتراضه بنظام "هاتز"، لم يكن مجرد حدث عابر، بل جزء من سلسلة تحذيرات تؤكد أن التصعيد الحوثي يفتح صفحة جديدة في الصراع الإقليمي.
إطلاق صاروخ واعتراضه
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، دوت صفارات الإنذار، ظهر اليوم الاثنين، في عدة مستوطنات إسرائيلية وسط البلاد، وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتراض الصاروخ بواسطة نظام الدفاع الجوي "هاتز" قبل أن يصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
جاءت الإنذارات نتيجة مخاوف من سقوط شظايا ناتجة عن عملية الاعتراض، ما أدى إلى تعليق حركة الطيران في مطار بن جوريون لمدة أقل من ساعة.
في البداية، أكدت نجمة داود الحمراء عدم وقوع إصابات، إلا أنها لاحقًا أفادت بإصابة خمسة أشخاص بجروح طفيفة أثناء محاولتهم الوصول إلى الملاجئ، كما سقطت شظايا في مستوطنة ليشم الواقعة في السامرة.
رد إسرائيلي كبير مرتقب
في ظل هذا التصعيد، أشارت مصادر مطلعة لموقع "واي نت" إلى أن إسرائيل تدرس تنفيذ رد كبير على ما وصفته بـ"الأنشطة الإرهابية الحوثية"، ويأتي إطلاق الصاروخ الأخير بعد سلسلة من الهجمات الحوثية المتكررة، التي شملت استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ بعيدة المدى، ما جعل إسرائيل تعيد تقييم استراتيجياتها الأمنية.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الرد الإسرائيلي قد يكون أكثر شدة من العمليات السابقة، خاصة بعد "تسلسل التصرفات الحوثية". أحد المسؤولين علّق قائلاً: "ليس هناك عجلة من أمرهم، لكنهم سيدفعون الثمن باهظًا".
سياق متوتر
شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات الحوثية على إسرائيل، فقبل أربعة أيام فقط، انطلقت صفارات الإنذار في جنوب دولة الاحتلال بعد اكتشاف طائرات بدون طيار يشتبه في أنها أُطلقت من اليمن. تم اعتراض واحدة بالقرب من إيلات، بينما لاحقت الدفاعات الإسرائيلية طائرة أخرى وصلت إلى منطقة غزة، وسط تحقيقات في احتمالية تفعيل إنذارات كاذبة.
وفي حادثة أخرى قبل أسبوع، اصطدمت طائرة بدون طيار حوثية بشقة بنتهاوس في مدينة يفنه بدولة الاحتلال، ملحقة أضرارًا مادية جسيمة دون وقوع إصابات. اللافت أن الطائرة تمكنت من عبور عدة مناطق إسرائيلية قبل أن تُرصد وتُفعل ضدها أنظمة الحرب الإلكترونية، لكنها اختفت عن الأنظمة قبل اعتراضها.
نتنياهو تحت الحماية
تزامن الحادث الأخير مع مثول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية في تل أبيب. رغم الإنذارات، استمرت الشهادة في مكان محصن. ومع ذلك، أُعلن لاحقًا أن جلسة الغد قد أُلغيت لأسباب أمنية، ما يعكس تأثير التوتر الأمني على الجوانب السياسية في إسرائيل.
يشير التصعيد الحوثي ضد إسرائيل إلى مرحلة جديدة من التوتر الإقليمي، حيث تتسع دائرة المواجهات لتشمل الجبهة اليمنية. في ظل هذه التطورات، تواجه إسرائيل تحديًا أمنيًا معقدًا يتطلب استراتيجيات جديدة للتعامل مع التهديدات البعيدة، لا سيما في ظل التحذيرات الإسرائيلية بردود قوية. بينما تسعى الحكومة لتأمين الداخل، تظل تساؤلات حول كيفية مواجهة هذا التهديد المتزايد دون تفاقم الصراع الإقليمي.