الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحديات تشكيل الحكومة الفرنسية تتفاقم.. وماكرون وبايرو في اجتماع حاسم

  • مشاركة :
post-title
فرانسوا بايرو رئيس الوزراء الفرنسي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد فرنسا مرحلة سياسية دقيقة مع تولي فرانسوا بايرو رئاسة الوزراء، إذ ينتظر المراقبون لقاءً حاسمًا يجمعه اليوم بالرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه؛ لبحث ما أطلق عليه "هندسة الانطلاق" للحكومة الجديدة. يأتي هذا اللقاء في وقت يواجه فيه بايرو تحديات متعددة، أبرزها تشكيل حكومة قادرة على نيل ثقة البرلمان وسط معارضة متصاعدة وتحفظات من حلفاء محتملين.

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية عن كواليس هذه المرحلة الحساسة وتفاصيل المشهد السياسي المعقد الذي تشهده البلاد، في ظل تسارع المشاورات السياسية وتصاعد المواقف المتباينة من مختلف القوى السياسية.

مشاورات حثيثة وتحديات غير مُسبوقة

يخوض رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، فرانسوا بايرو، سباقًا مع الزمن لتشكيل حكومته، حيث يواصل مشاوراته المكثفة مع مختلف القوى السياسية في البلاد. وتكشف إكسبريس أن جدول أعمال بايرو ليوم الثلاثاء يشمل لقاءات مع طيف واسع من القوى السياسية، بدءًا من حزب الخضر والحزب الشيوعي، مرورًا بحزب "آفاق" وحركة الديمقراطيين (موديم)، وصولًا إلى مجموعة "ليوت" المستقلة وإريك سيوتي من حزب الجمهوريين السابق.

وفي خطوة لافتة، كشف مارك فيسنو، زعيم كتلة حزب الديمقراطيين في البرلمان، عن خطة بايرو لمناقشة ما أسماه "هندسة الانطلاق" للحكومة الجديدة مع الرئيس إيمانويل ماكرون ظهر اليوم الثلاثاء. وأوضحت إكسبريس أن هذا المصطلح يشير إلى رؤية متكاملة لتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق التوازن السياسي المطلوب.

مُعارضة مُتصاعدة وانتقادات حادة

تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لبايرو من قبل المعارضة، خاصة بعد زيارته المثيرة للجدل لمدينة باو. وتنقل إكسبريس عن سيريل شاتلان، رئيسة الكتلة البيئية في الجمعية الوطنية، انتقادات لاذعة لأداء رئيس الوزراء الجديد. وقالت شاتلان إن بايرو "يمهد الطريق لحجب الثقة عن نفسه" من خلال عدم تقديمه إجابات واضحة حول قضايا جوهرية تشغل الرأي العام الفرنسي، مثل إصلاح نظام التقاعد، تحسين الأجور، ومواجهة الأزمة البيئية.

وامتد النقد ليشمل رئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون-بيفيه، التي عبرت، وفق إكسبريس، عن تفضيلها أن يتوجه رئيس الوزراء إلى مايوت المنكوبة بدلًا من حضور اجتماع المجلس البلدي في باو. وأضافت أنه "في مثل هذه الظروف الاستثنائية، يجب التركيز بنسبة 100% على إدارة الأزمة". كما انتقد فابيان روسيل، زعيم الحزب الشيوعي، وإيمانويل بومبار، منسق حركة فرنسا الأبية، أداء بايرو، معتبرين أن تصرفاته تعكس "خطًا سياسيًا جسيمًا".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراءه فرانسوا بايرو
تحفظات اليمين ومخاوف من الفشل

وفي موقف يعكس صعوبة المهمة، طلب لوران فوكيز، رئيس نواب حزب الجمهوريين، اجتماعا جديدًا مع بايرو، مشددًا على وجود "غموض كبير" حول مشروع رئيس الوزراء الجديد. وتنقل إكسبريس عن مصادر مقربة من فوكيز أن مشاركة حزبه في الحكومة "ليست مضمونة" في ظل عدم وضوح خطة العمل المستقبلية.

وأوضحت الصحيفة أن حزب الجمهوريين، الذي شارك في حكومة ميشيل بارنييه السابقة، يربط مشاركته في الحكومة الجديدة بوضوح خريطة الطريق التي سيقدمها بايرو. ورغم إقرار فوكيز بأن "خوف الفرنسيين من الفوضى" يدفع اليمين نحو "تحمل المسؤولية"، إلا أنه حذر من "مخاطر المساومة" في حال الانضمام إلى حكومة بايرو دون معرفة برنامجها.

مواعيد حاسمة وخطوات مقبلة

وكشفت إكسبريس عن تحديد موعد إلقاء بايرو لبيان السياسة العامة أمام البرلمان في 14 يناير المقبل، في خطوة تقليدية سيقدم خلالها رؤيته وأهدافه الرئيسية. ويأتي هذا في وقت يواجه فيه تحدي عدم امتلاك أغلبية مطلقة في البرلمان، مما يجعل مهمة حصوله على الثقة أكثر تعقيدًا.

تداعيات كارثة مايوت وتحديات الإنقاذ

تزامنت التطورات السياسية مع كارثة إنسانية غير مسبوقة في إقليم مايوت، حيث تواجه السلطات الفرنسية تحديات جسيمة في عمليات الإنقاذ والإغاثة. وفي هذا الصدد، كشفت الصحيفة الفرنسية عن مخاوف السلطات من احتمال وجود "مئات" وربما "آلاف" الضحايا في أعقاب أسوأ إعصار يضرب الإقليم منذ تسعة عقود.

وقد استقبل مستشفى الجزيرة حتى الآن 21 جثة، لكن الأرقام مرشحة للارتفاع بشكل كبير مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ. كما نقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من السلطات قوله إن "جميع مدن الصفيح سُويت بالأرض"، مما يثير مخاوف من وجود عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.