في تصعيد خطير يكشف عن نمط متكرر من العدوان العسكري، استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي القنابل الزلزالية شديدة التدمير في هجوم غير مسبوق على الساحل السوري، مكررة بذلك نمط الاستخدام المفرط للقوة الذي شهده قطاع غزة في الأشهر الماضية.
القنابل الزلزالية
كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن تفاصيل حول القنابل الزلزالية التي استخدمها جيش الاحتلال في هجومه على منطقة طرطوس السورية، إذ أظهرت البيانات أن قوة الانفجارات كانت استثنائية، وسجلت أجهزة الرصد الزلزالي هزة بقوة 3 درجات على مقياس ريختر.
ووفقًا للباحث العسكري ريتشارد كوردارو، فإن موجات الانفجار انتقلت بسرعة تفوق ضعف سرعة الموجات الزلزالية الطبيعية، إذ تم رصدها من محطة قياس تبعد 820 كيلومترًا في مدينة إزنيك التركية.
وتعيد هذه الضربات إلى الأذهان استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقنابل الزلزالية، خلال عدوانه على لبنان في حربه ضد حزب الله، إذ استخدمت هذه الأسلحة المدمرة لاستهداف المواقع المحصنة والمنشآت تحت الأرض، وتتميز هذه القنابل بقدرتها الفائقة على اختراق التحصينات وإحداث دمار هائل في المنشآت العسكرية المحصنة.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع لحظة الانفجار الهائل، إذ ظهرت سحابة عملاقة على شكل فطر تصاعدت في السماء، تبعتها سلسلة من الانفجارات الثانوية القوية.
ويشير حجم الانفجارات الثانوية إلى نجاح القنابل الزلزالية في الوصول إلى مخازن الأسلحة المدفونة بالمواقع العسكرية المستهدفة.
A Massive Explosion seen in Northwestern Syria near the City of Tartus, following an Israeli Strike against a Munitions Depot; with the Explosion reported to have been so large, that it measured as a 3.0 Magnitude Earthquake on nearby Seismic Sensors. pic.twitter.com/i1jC1vNjVJ
— OSINTdefender (@sentdefender) December 15, 2024
تصعيد إقليمي
عبّر نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، عن مخاوف من تصاعد التدخل الإسرائيلي في سوريا، محذرًا الحكومة السورية المؤقتة من مخاطر التطبيع مع حكومة الاحتلال، إذ تزامن ذلك مع إعلان الجماعة اللبنانية فقدانها لخط إمداد استراتيجي عبر الأراضي السورية.
وفي السياق ذاته، دعا جير بيدرسن، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، إلى وقف الضربات الإسرائيلية فورًا، معتبرًا إياها "تطورًا مقلقًا للغاية"، في حين يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من تحول سوريا إلى ساحة مواجهة جديدة بين القوى الإقليمية والدولية.