ترجح تقرير إعلامي بريطاني، أنَّ جيش الاحتلال بات مستعدًا لتوجيه ضربة حاسمة للبرنامج النووي الإيراني، بعد تدمير البنية التحتية العسكرية السورية، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.
ووفق ما نقلت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، عن مسؤولين إسرائيليين، تشير التقديرات إلى أنَّ جيش الاحتلال دمّر نحو 80% من معدات الجيش السوري، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي التي ربما كانت تستخدم لحماية إيران ضد أي هجوم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن انهيار الأسد -إلى جانب حقيقة أن طهران أصبحت ضعيفة بالفعل بسبب التفكيك المنهجي لحزب الله في لبنان- فتح نافذة فريدة من الفرص أمام إسرائيل لتوجيه ضربة حاسمة للبرنامج النووي الإيراني.
وقال المسؤول: "إيران في أضعف وأدنى مستوياتها منذ 30 عامًا.. كل المنظمات التي مولتها وبنتها انهارت واحدة تلو الأخرى.. هذا هو الوقت المناسب لتوجيه ضربة من شأنها زعزعة استقرار نظام الشر والإرهاب في طهران".
وصرح مسؤول آخر لـ"ذا تليجراف"، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر -مرارًا وتكرارًا- من الخطر الذي يشكله تسريع إيران لقدراتها النووية، وهو الرأي الذي يعتقد أنه يتقاسمه مع الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تقرير لنظيرتها الأمريكية "وول ستريت جورنال" ذكرت فيه أن ترامب يفكر في توجيه ضربة للمواقع النووية الإيرانية بعد سقوط الأسد.
ونقلت الصحيفة عن يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس الوزراء السابق، أنه يتفق مع رغبة نتنياهو في ضرب القدرات النووية لطهران، إذ زعم أن "البرنامج النووي الإيراني لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب؛ بل للسلام والأمن العالميين".
وأضاف: "تحتاج إسرائيل إلى العمل مع حلفائها لإحباط هذا التهديد بكل الطرق الممكنة، بما في ذلك قصف المنشآت النووية".
كما نقلت الصحيفة عن يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن إسرائيل يجب أن "تسرِّع بشكل كبير" خططها للهجوم في ضوء تدمير قدرات حزب الله خلال التوغل في جنوب لبنان.
وأضاف: "حزب الله كان بمثابة الرادع ضد إسرائيل، وأعتقد أن إضعافه أمر مهم للغاية بالنسبة للقرار المستقبلي الذي ستتخذه إسرائيل بشأن إيران".
واتفق العميد احتياط أمنون سوفرين، رئيس شعبة الاستخبارات في "الموساد" سابقًا، مع "عميدرور" على أن الوقت المناسب لشن هجوم قد حان، وأشار إلى أن إيران فقدت جزءًا كبيرًا من قدراتها المضادة للطائرات خلال الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل بعد أن أطلقت إيران 200 صاروخ باليستي في الأول من أكتوبر.
ويعتقد عميدرور وسوفرين، أن إسرائيل بحاجة إلى التنسيق الوثيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة قبل اتخاذ أي قرار.
ونقلت "ذا تليجراف" عن مصدر مطلع، أن "أي هجوم إسرائيلي سيعتمد على دعم واشنطن"، مؤكدًا أنه "تم وضع الخطط للهجوم منذ فترة، لكن الكثير يعتمد على الدعم الأمريكي".
واستبعد "سوفرين" أن تتمكن إسرائيل من شن مثل هذه الضربة بمفردها، داعيًا نتنياهو إلى العمل مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.
وقال في هذا الصدد: "هل يمكننا أن نفعل ذلك بمفردنا؟ لست متأكدًا.. يتعين علينا ضرب عدة أماكن ليس من السهل استهدافها، على الأقل أحد هذه الأماكن، فوردو، يقع تحت جبل ضخم.. ولست متأكدًا من أننا نستطيع إحداث أضرار جسيمة هناك".
ومن جهته، قال "عميدرور": "ما أستطيع قوله هو إن إسرائيل لديها قدرات لكن الأمريكيين لديهم المزيد"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أكبر قنبلة في العالم، وهي القنبلة الخارقة للدروع التي تزن 30 ألف رطل، والقاذفة الشبحية B-2 هي الطائرة الوحيدة القادرة على حملها.