هدد زعيم حزب الإصلاح البريطاني، نايجل فاراج، بالكشف عن هوية الجاسوس الصيني الذي تبين أن له صلات بالأمير أندرو -شقيق الملك تشارلز الثالث- وسط تقارير عن لقائه أيضًا برئيسي وزراء سابقين.
ويقول "فاراج" إن حزبه قد يستخدم الامتياز البرلماني، الذي يوفر الحصانة القانونية، للكشف عن اسم رجل الأعمال الصيني في مجلس العموم.
ووصفت المحكمة الجاسوس المزعوم، المعروف باسم H6، بأنه وصل إلى "درجة غير عادية من الثقة" مع الأمير أندرو، بينما تم منعه من دخول المملكة المتحدة منذ عام 2023.
وقالت وزارة الداخلية -التي كانت ترأسها في ذلك الوقت سويلا برافيرمان- إن الجاسوس شارك في "نشاط سري ومخادع" لصالح الحزب الشيوعي الصيني.
يأتي ذلك في أعقاب تقرير لصحيفة "صنداي تايمز"، يفيد بأن الجاسوس الصيني التقى برئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون في حفل استقبال في داونينج ستريت، وكذلك رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في حفل رسمي، واحتفظ بصور اللقاءين، اللذين جريا على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، في مكتبه في لندن.
ووفق صحيفة "الإندبندنت"، من غير الواضح ما إذا كان الاجتماعان، قد جريا أثناء وجود أي منهما في منصبه.
كشف الهوية
الخميس الماضي، قضت محكمة متخصصة في لندن بأن H6 "يشكل خطرًا على الأمن القومي" للمملكة المتحدة.
وقال فاراج لصحيفة "ميل أون صنداي" إن الجاسوس الصيني المزعوم "يجب أن يُسمى على الفور"، قائلًا إن الفشل في القيام بذلك "يشبه محاولة التستر من جانب الحكومة".
وأضاف: "إذا لم يتم حل الأمر في المحاكم، فيجب تسميته في مجلس العموم. من الواضح أن هذا يصب في المصلحة الوطنية".
كما قال النائب العمالي جراهام سترينجر للصحيفة إنه من "السخف" أن يظل H6 مجهول الهوية "في البلد الذي يُزعم أنه يتجسس عليه".
ويعتقد أن زعيم حزب المحافظين السابق إيان دنكان سميث، يسعى إلى عقد مناقشة في مجلس العموم بشأن أنشطة شركة الجاسوس الصيني المزعومة، على الرغم من أن العرف البرلماني يقضي بتجنب أعضاء البرلمان مناقشة شؤون كبار أفراد العائلة المالكة.
وقال سميث للصحيفة إن البرلمان له "الحق في المعرفة"؛ لأن أفراد العائلة المالكة هم على رأس الحكومة.
وتشير "الإندبندنت" إلى أنه في هذا النقاش، سوف يتمتع أعضاء البرلمان بالحماية إذا كشفوا عن هوية H6، فالامتياز البرلماني يمنع أعضاء البرلمان من التعرض للملاحقة القانونية، وقد استخدم في السابق لنشر معلومات تخضع لأمر قضائي بحظر نشرها.
لكن في الوقت نفسه، لا يجوز للبرلمانيين الإنجليز مناقشة القضايا الجارية في المحاكم من أجل تجنب إمكانية التأثير على النتائج القانونية.
وقال زعيم المحافظين السابق، والذي يوصف بأنه "أحد أبرز صقور المملكة المتحدة تجاه الصين" حسب تعبير "الإندبندنت" السبت: "يجب على الأمير أندرو أن يكون واضحًا وصادقًا. لقد ارتكب خطأ، وكان في فترة ضعف في ذلك الوقت. لكنه الآن بحاجة إلى أن يكون منفتحًا بشكل صحيح بشأن ما حدث".
وشدد: "يجب أن يكون هناك تحقيق كامل وسليم من قبل الأجهزة الأمنية".
صديق الأمير
رفع رجل الأعمال الصيني قضية أمام لجنة الاستئناف الخاصة بالهجرة بعد طرده من المملكة المتحدة. وقد رُفض الاستئناف يوم الخميس، ولكن الجاسوس المزعوم حصل على أمر مؤقت بإخفاء هويته لحمايتها.
وعلمت المحكمة أن الشركة المملوكة لـ H6 كانت مدعوة لحضور حفل عيد ميلاد الأمير أندرو في عام 2020، وكان مستشار الدوق قد قال إنه يمكنه التصرف نيابة عنه في التعامل مع المستثمرين المحتملين في الصين.
كما تم العثور على رسالة من دومينيك هامبشاير، مستشار الأمير، على جهاز الكمبيوتر الخاص بـ H6؛ بالإضافة إلى الإشارة إلى حفل عيد الميلاد.
وجاء في الرسالة: "آمل أيضًا أن يكون من الواضح لك مكان جلوسك مع مديري وعائلته. لا ينبغي لك أبدًا أن تقلل من قوة هذه العلاقة. بعيدًا عن أقرب المقربين إليه، أنت تجلس على قمة شجرة يرغب الكثيرون من الناس في الجلوس عليها."
وجاء في بيان صادر عن مكتب الأمير أندرو: "لقد اتبع دوق يورك نصيحة حكومة جلالته وأوقف كل الاتصالات مع الشخص (الجاسوس المزعوم) بعد إثارة المخاوف".
وأكد البيان أن شقيق ملك بريطانيا "التقى بالرجل من خلال القنوات الرسمية دون مناقشة أي شيء ذي طبيعة حساسة على الإطلاق".