أثارت سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بشأن ملف الهجرة والترحيل الجماعي، تخوفات حول مصير فصل أطفال الأمريكيين من المهاجرين غير الشرعيين، وما يؤدي إلى فصل العائلات على نطاق واسع.
وبدأ رئيس لجنة القضاء الديمقراطية في مجلس الشيوخ ديك دوربين، جلسة الاستماع في خطة دونالد ترامب للترحيل الجماعي، بالتحذير من أن مثل هذا الجهد سيكون غير إنساني ومكلفًا للغاية وضارًا بالجيش الأمريكي.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي ديك دوربين، "إن عمليات الترحيل الجماعي ستضر بالاقتصاد وتفرق العائلات الأمريكية".
واقترح ترامب ومستشاروه استخدام القوات العاملة لترحيل كل شخص غير موثق في البلاد، وفي بيانه الافتتاحي، حذّر دوربين من أن القيام بذلك قد يضر بجاهزية الجيش.
وقال دوربين: "فكر للحظة في استخدام جيشنا لخطة الترحيل الجماعي وتجميع الناس في مجتمعاتهم في وقت نواجه فيه بالفعل أخطر تحدي تجنيد منذ سنوات، أنا متأكد من أنه سيكون له تأثير مدمر على معنويات القوات".
وتابع: "إضافة إلى إضعاف جيشنا، فإن ترحيل كل مهاجر غير شرعي إلى بلادنا سيكلف مئات المليارات من الدولارات، وسيؤدي هذا إلى الإضرار باقتصادنا وفصل الأسر الأمريكية".
وأضاف: "وبدلًا من ذلك، يتعين علينا أن نركز على ترحيل أولئك الذين يشكلون خطرًا حقيقيًا على أمريكا، وأن نمنح الباقين فرصة الحصول على وضع قانوني. وسيتعين عليهم التسجيل لدى الحكومة، ودفع الضرائب، والخضوع لفحوصات جدية لخلفياتهم".
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أوضح ترامب في المقابلة التي أجراها الأحد الماضي، أنه يهدف إلى ترحيل أكثر من مجرد المجرمين وغيرهم من التهديدات.
وأكد ترامب، الأحد، أن هدفه هو ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين. وهناك ما يقدر بنحو 4.4 مليون طفل قاصر من الأمريكيين يعيشون مع آباء غير شرعيين في الولايات المتحدة.
وهذا يعني أن جزءًا كبيرًا من المهاجرين غير الشرعيين البالغ عددهم 11 مليونًا في هذا البلد لديهم أطفال قاصرون لا يخضعون قانونيًا للترحيل. وأن الحكومة ستعود إلى سياسة فصل الأسرة المثيرة للجدال التي نفذتها إدارة ترامب الأولى لعابري الحدود. وأدى ذلك إلى فصل ما يقدر بنحو 5000 طفل عن والديهم.
وفي مقابلة بثت الأحد الماضي، حثت كريستين ويلكر، من شبكة "إن بي سي نيوز" ترامب على التعامل مع هذه القضية، واقترح ترامب ترحيل أطفال المهاجرين غير الشرعيين أيضًا.
وقال: "لا أريد أن أتسبب في تفكك الأسر، لذا فإن الطريقة الوحيدة التي لا تفرق بها الأسرة هي أن تبقيهم معًا وتعيدهم جميعًا".
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن الخيارات المتاحة للإدارة إما الفصل بين هذه الأسر بإرسال الوالدين إلى بلد آخر، أو ترحيل الأمريكيين أيضًا بطريقة أو بأخرى.
ومن الواضح أن أيًا من الخيارين محفوف بالمخاطر، وفي حين أظهرت استطلاعات الرأي أن الشعب الأمريكي يميل لصالح المفهوم الواسع للترحيل الجماعي، فقد أظهر استطلاع حديث أنه يعارضه بنسبة 57% مقابل 38% إذا أدى إلى فصل الأسر.
وليس من الواضح على الإطلاق كيف قد يجتاز الخيار الثاني الاختبار القانوني.