اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، محاميته الشخصية ألينا حبّة - 40 عامًا - لتشغل منصب مستشار الرئيس في إدارته الجديدة، في حين أن هذا التعيين، الذي كشفت عنه صحيفة الجارديان البريطانية، يسلط الضوء على شخصية قانونية برزت في الساحة السياسية الأمريكية، خلال الفترة الماضية، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول دورها المرتقب في تشكيل السياسات الأمريكية، خلال الولاية الرئاسية الثانية لترامب.
من المحاماة إلى قلب السلطة
لم تكن مسيرة ألينا حبّة نحو منصب مستشار الرئيس تقليدية بأي حال من الأحوال، إذ برزت كمحامية دفاع رئيسية عن ترامب في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي المعاصر، قضية شراء الصمت في نيويورك.
وتكشف الجارديان أن هذه القضية، التي شهدت إدانة ترامب في 34 تهمة جنائية تتعلق بمحاولة التأثير على انتخابات 2016، كانت نقطة تحول في العلاقة بين ترامب ومحاميته، فبدلًا من أن تضعف هذه المحاكمة من مكانتها عززت موقعها في الدائرة المقربة من الرئيس المنتخب.
وخلال تلك الفترة العصيبة، لم تكتفِ حبّة بدورها كمحامية دفاع فحسب، بل تولت أيضًا مهمة المتحدثة القانونية باسم ترامب، ما أظهر قدرتها على الجمع بين الخبرة القانونية والمهارات الإعلامية.
وتجلى ذلك في ظهورها المتكرر بوسائل الإعلام الأمريكية، إذ دافعت بقوة عن موقف موكلها وقدمت تفسيرات قانونية للرأي العام الأمريكي.
جذور عربية
تضيف الخلفية الثقافية المتميزة لألينا حبّة بُعدًا فريدًا لتعيينها في هذا المنصب الرفيع، إذ إنها تنحدر من أصول عراقية.
وهذه الخلفية تجعلها واحدة من أبرز الشخصيات ذات الأصول العربية التي تتولى منصبًا رفيعًا في البيت الأبيض، ما قد يؤثر على فهمها للقضايا المتعلقة بالمنطقة وتعاملها معها.
وتشير الجارديان إلى أن "حبّة" لم تكتفِ بدورها القانوني، بل كانت حاضرة بقوة في الحملة الانتخابية لترامب، إذ ظهرت معه في العديد من التجمعات الانتخابية، وكان لها حضور لافت في تجمع مديسون سكوير جاردن بنيويورك، أواخر أكتوبر الماضي، وألقت خطاباً أظهر قدرتها على مخاطبة الجماهير وفهم الديناميكيات السياسية.
علاقة تتجاوز حدود العمل المهني
يبرز تعليق ترامب على تعيين "حبّة"، الذي نشره على منصته "تروث سوشيال"، عمق العلاقة التي تربط بينهما، إذ وصفها بأنها أظهرت "ولاءً لا يتزعزع وعزيمة لا مثيل لها"، مضيفًا أن "قلة يفهمون تسييس نظام (الظلم) أفضل من ألينا"، هذه الكلمات تكشف عن تقدير عميق لدورها في الدفاع عنه خلال معاركه القضائية المتعددة.
وتذكر الجارديان أن "حبّة" أصبحت من الوجوه المألوفة في نادي مار لاجو بفلوريدا، حيث يقضي ترامب معظم وقته هناك منذ الانتخابات.
تغيير في نمط اختيار المستشارين
يمثل اختيار "حبّة" تحولًا ملحوظًا في نمط اختيار ترامب لمستشاريه المقربين، وخلال فترته الرئاسية الأولى، كان هذا المنصب من نصيب كيليان كونواي، الاستراتيجية الجمهورية المخضرمة، أما الآن، فيبدو أن ترامب يميل إلى الاعتماد على شخصية قانونية لديها خبرة مباشرة في التعامل مع ما يصفه بـ"تسييس النظام القضائي".
وتشير "الجارديان" إلى أن هذا التحول يأتي في سياق أوسع من التغييرات بالإدارة الجديدة، إذ كشفت أيضًا عن عودة مايكل أنتون، لمنصب مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية، وتعيين مايكل نيدهام، كمستشار للوزارة تحت قيادة ماركو روبيو، الذي اختاره ترامب وزيرًا للخارجية.