الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محاكمة تحت الأرض تهز عرشه السياسي.. نتنياهو في مرمى القضاء بـ3 تهم فساد

  • مشاركة :
post-title
رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

على مسرح السياسة المتقلب، يقف رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غرفة تحت الأرض، ليكون أمام لحظة فارقة في حياته ومسيرته السياسية الطويلة، فبعد أن اعتاد تصدره عناوين الصحف كزعيم قوي في دولة الاحتلال، يجد نفسه الآن في قلب محاكمة تتهمه بالفساد والرشوة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن القضاة في تل أبيب قرروا استئناف المحاكمة، غدًا الثلاثاء، ونقلوا الجلسة إلى غرفة تحت الأرض بمحكمة تل أبيب، كإجراء أمني احترازي.

نتنياهو في قاعة المحكمة

يستعد بنيامين نتنياهو للشهادة في محاكمته، غدًا، في خطوة تعتبر نقطة تحول في الإجراءات القضائية المستمرة منذ سنوات، إذا يواجه تهمًا تتعلق بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة في ثلاث قضايا منفصلة. وبينما ينفي جميع التهم الموجهة إليه، يُتوقع أن يكون ظهوره أمام منصة الشهود لحظة فارقة في تاريخه السياسي.

تأتي المحاكمة في وقت حرج، حيث يقود نتنياهو الحرب في غزة، ومواجهة التوترات مع حزب الله اللبناني، فضلًا عن التحديات الإقليمية الأخرى مثل إيران، وكذلك احتلال جبل الشيخ والمنطقة العازلة في سوريا واستهداف منشآت حساسة في البلاد بعد سقوط النظام السوري.

3 قضايا رئيسية

بدأت المحاكمة في عام 2020 وتشمل 3 ملفات رئيسية، حيث يُتهم نتنياهو بتبادل خدمات تنظيمية مع عمالقة الإعلام مقابل تغطية إيجابية، كما تشير إحدى القضايا إلى قبوله هدايا فاخرة من منتج أفلام هوليوودي.

وقدّم الادعاء نحو 140 شاهدًا، من بينهم شخصيات بارزة كرؤساء أجهزة أمنية ورئيس وزراء سابق. تضمنت الأدلة تسجيلات صوتية، ورسائل نصية، ووثائق قانونية. وكشف فيلم وثائقي حديث بعنوان "ملفات بيبي" عن لقطات لاستجوابات الشرطة لنتنياهو وزوجته، ما أضاف عنصرًا دراميًا للمحاكمة.

تداعيات المحاكمة

وفق "يديعوت أحرونوت" العبرية، تشير تقارير إلى أن المحاكمة أثّرت على صورة نتنياهو العامة، إذ تبرز الشهادات تفاصيل حول نمط حياة أسرته الفاخر وسعيه المستمر للسيطرة على الإعلام، وقد هزت القضية أيضًا اتهامات باستخدام الشرطة لبرامج تجسس على الشهود.

اتهم معارضو نتنياهو بأنه يسعى لإطالة أمد النزاع في غزة لتشتيت الأنظار عن محاكمته، كما يشيرون إلى أن محاولاته لتمرير إصلاحات قضائية مثيرة للجدل العام الماضي ساهمت في تفاقم الانقسام داخل إسرائيل.

وفي مقابلة صحفية مع "نيويورك تايمز" الأمريكية، وجَّه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إلى "نتنياهو" انتقادًا ضمنيًا، إذ قال: "نتنياهو شغل منصب رئيس الوزراء عندما كنت رئيسًا في التسعينيات، وبقي في منصبه لفترة أطول بكثير مما كنت أتوقع"، مضيفًا "هجمات 7 أكتوبر أضرَّت بنتنياهو لأنها كشفت عن ضعف الاستعداد، لكن -بفضل الظروف- تحولت إلى شريان حياة سياسي له، إذ عززت موقعه كقائد أعلى خلال الأزمة".

مسار محاكمة نتنياهو

من المتوقع أن تستمر شهادة نتنياهو لأسابيع، حيث سيحاول فريق الدفاع تصويره كضحية لسياسات قمعية من قبل الشرطة، ورغم أن المحكمة لن تصدر حكمها النهائي قبل عام 2026، إلا أنها تمثل اختبارًا حاسمًا لقدرة النظام القضائي الإسرائيلي على معالجة قضايا الفساد في أعلى مستويات السلطة.

ومع استمرار المحاكمة، تبقى الأسئلة حول مستقبل نتنياهو السياسي والشخصي معلقة. وبينما ينتظر الإسرائيليون والعالم بفارغ الصبر نتائج هذه القضية، لا يزال المشهد يعكس صراعًا محوريًا بين القانون والسياسة في تاريخ إسرائيل المعاصر.