بينما تتطور الأوضاع في سوريا نحو الأسوأ بسقوط مدينتي حلب وحماة في قبضة الفصائل المسلحة، يرى محللون أنَّ هذه الأوضاع تخدم الاحتلال الإسرائيلي أكثر من أي أحد آخر، إذ جاء مباشرة بعد توقيع وقف إطلاق النار في لبنان، وبالتزامن مع اقتراب التوصل لصفقة مع حماس بشأن الحرب على غزة.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس، أنَّ قوات الجيش السوري أعادت التموضع خارج مدينة حماة بشكل مؤقت حفاظًا على أرواح المدنيين، فيما أكد جاهزية الجيش لتنفيذ واجباته الوطنية والدستورية.
مخطط إسرائيلي
ومن جهته، يرى الدكتور أحمد فؤاد أنور، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن سقوط حلب ثم حماة أمر يدعو للقلق، إذ جاء بوتيرة سريعة للغاية، مع مشاركة الجانب الإسرائيلي بالقصف الجوي الذي يستهدف أي مساعدات قادمة من حزب الله أو إيران.
وذكر "أنور"، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، أنَّ هناك أيضًا حملة إسرائيلية إعلامية لدعم الفصائل المسلحة المتمردة، إذ اجتمع الجانب الإسرائيلي أكثر من مرة لمناقشة هذه التطورات، وكذلك يتدخل بقصف جوي تستهدف وحدات تابعة للجيش السوري.
ويعتقد أنور أنَّ هناك مخططًا من الجانب الإسرائيلي لفصل دمشق عن حليفتها إيران وحزب الله، في ظل علامات استفهام حول أداء الطيران الروسي وعدم تدخله بشكل حاسم ومنع تقدم قوات المعارضة المسلحة.
وفي وقت سابق، أشارت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إلى أنَّ الهجوم الشامل الذي تقوده الفصائل المسلحة أدى إلى خسارة الجيش السوري السيطرة على ثاني أكبر مدينة في سوريا (حماة)، بعد حلب، فضلًا عن مساحات شاسعة من شمال غربي البلاد.
السيناريو الأسوأ
وبينما تتقدم الفصائل المسلحة نحو حمص أيضًا، إذ تبعد عنها بنحو 40 كيلو، فإن هناك تخوفات بشأن هجوم وشيك على المدينة التي تعد من أهم المدن السورية والتي تضم عددًا كبيرًا من السكان، وفقًا لـ"أنور".
وحذر الباحث في الشؤون الإسرائيلي من السيناريو الأسوأ، الذي بدأ حدوثه بالفعل، في عودة الحياة مرة أخرى للتنظيمات الإرهابية، وسط أنباء عن فتح السجون في المدن والحواضر التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة.
وقال "أنور": "ترتكز الجماعات المسلحة على العناصر المرتزقة، ولديها تواصل مع الجانب الإسرائيلي، ويوجد أكثر من 100 فصيل مسلح في سوريا، جميعها مدعومة من أطراف أجنبية سواء من خلال الولايات المتحدة أو إسرائيل أو غيرهم".
وأضاف: "كل هذه التحركات مثيرة للقلق وتستدعي مواقف عربية مساندة لدمشق في ظل عودتها لجامعة الدول العربية، إذ إن المستهدف في النهاية هي الدولة السورية وليس الحديث عن رحيل شخص أو استبداله بقيادة سياسية أخرى".
ووفقًا لأنور، يرتبط توقيت بدء الهجوم للفصائل المسلحة على القوات الحكومية السورية، بوقف إطلاق النار في لبنان، إذ يحاول مساندة الجانب الإسرائيلي في التفاوض مع حماس والسعي لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال أنور: "اعتقد أن هذه التحركات تخدم الجانب الإسرائيلي بشكل كبير ومفضوح، إذ لم يسبق لتلك العناصر اشتباكها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أو جعلت تحرير الجولان من أهدافها."
وقال خليل هملو، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من دمشق، إنَّ وزارة الدفاع السورية أصدرت بيانًا عسكريًا، جاء فيه أن القوات الحكومية السورية انسحبت من مدينة حماة، حفاظًا على أرواح المدنيين بحسب البيان، ودخلت الفصائل المسلحة للمدينة بعد معارك استمرت أربع أيام، وكانت المعارك دامية.