تزامنًا مع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، الأربعاء الماضي، اشتعلت الأوضاع في شمال سوريا المجاورة، حيث بدأت الفصائل المسلحة هناك، هجومًا اتسع نطاقه من حلب وريفها إلى إدلب وحماة، ويتصدى لها الجيش السوري، بإسناد من الطائرات الروسية.
وشنَّت الفصائل المسلحة، الأربعاء الماضي، أكبر هجوم مسلح منذ أعوام على المناطق في محافظتي حلب شمال سوريا، وإدلب المحاذية لها شمال غربي البلاد.
ويقود الهجوم على حلب وإدلب فصائل مسلحة تنضوي ضمن ما يسمى بـ"قيادة العمليات العسكرية"، وتتصدرها "هيئة تحرير الشام"، التي تشكلت من اندماج عدة فصائل مسلحة، أبرزها جبهة النصرة، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة. ويقدر عدد مقاتلي الهيئة، التي يقودها أبو محمد الجولاني، بأكثر من 25 ألف عنصر، وتمتلك ترسانة متنوعة تشمل أسلحة خفيفة ومتوسطة، إضافة إلى مدرعات ودبابات.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس الأول الجمعة، أنَّ قوات الجيش السوري تواصل التصدي للهجوم الكبير الذي تشنه الفصائل المسلحة في ريفي حلب وإدلب.
وجاء في بيان وزارة الدفاع السورية: "تواصل قواتنا المسلحة العاملة على جبهات ريفي حلب وإدلب التصدي للهجوم الكبير الذي تشنه الفصائل المسلحة، التي تستخدم في هجومها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إضافة إلى الطيران المُسيّر، ومعتمدة على مجموعات كبيرة من المسلحين ".
وشنَّت القوات الجوية الروسية، أمس السبت، هجومًا ضد الفصائل المسلحة بمحافظتي حلب وإدلب؛ دعمًا للجيش السوري. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن مقتل ما لا يقل عن 300 عنصر من الفصائل المسلحة، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وقال أوليج إيجناسيوك، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتعارضة في سوريا، إنَّ الجيش السوري، بدعم من القوات الجوية الروسية، نفذ ضربات صاروخية على مناطق التجمع ومراكز السيطرة ومواقع الفصائل المسلحة.
وأضاف الجيش السوري أنَّ قواته تمكنت من "استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية".
وصباح اليوم الأحد، انسحب عدد من العناصر المسلحة في حلفايا شمالي حماة باتجاه إدلب، وتركوا أماكنهم، خصوصًا بعد بدء الجيش السوري حشد قواته على أطراف المدينة.
وقال خليل هملو، مراسل "القاهرة الإخبارية" من العاصمة السورية دمشق، إن أطراف مدينة حماة وسط سوريا، شهدت خلال الساعات الماضية تعزيزات عسكرية للجيش السوري.
وأضاف أنَّ الطيران الحربي السوري والروسي، يستهدف الأرتال التابعة لفصائل مسلحة انسحبت من ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الجنوبي.
وذكر أنّ مدفعية الجيش السوري تُسمع في عموم أرجاء المحافظة، في إشارة لبدء عملية الهجوم المضاد على الفصائل المسلحة التي سيطرت على ريف حماة الشمالي ومناطق محافظة أدلب، وصولًا إلى مدينة حلب.