الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مؤامرة أمريكية إسرائيلية خطيرة.. دعم روسي إيراني لسوريا لدحر الفصائل المسلحة

  • مشاركة :
post-title
قوات الجيش السوري تتقدم وتستعيد قرى ومناطق في ريف حماة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما يواصل الجيش السوري دحر الفصائل المسلحة في شمال سوريا، بدعم روسي، قالت إيران إنَّ ما يحدث في سوريا هو تنفيذ لمخطط أمريكي إسرائيلي، وهو ما نفته واشنطن، التي حمَّلت النظام السوري المسؤولية، برفضه الانخراط في العملية السياسية واعتماده على موسكو وطهران.  

مواجهات سوريا

ويتصدى الجيش السوري، مدعومًا بالطائرات الروسية، لهجوم بدأت الفصائل المسلحة شنَّه على حلب، الأربعاء الماضي، وامتدت المواجهات إلى إدلب وحماة.

وأعلن الجيش السوري، اليوم الأحد، عن قتل أكثر من ألف مُسلَّح خلال 3 أيام، وأفاد التلفزيون السوري بأنَّ سلاحي الجو السوري والروسي يواصلان دكَّ معاقل الفصائل المسلحة في ريفي حلب وإدلب.

وشنَّ الطيران السوري-الروسي غاراتٍ على محاور جنوب شرقي وجنوب إدلب وسهل الغاب، مستهدفًا تحركات الفصائل المسلحة وآلياتها وتجمعاتها ومقراتها.

الأسد: الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة

تعهَّد الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأحد، باستخدام القوة للقضاء على الإرهاب، لا سيما وأن الإرهابيين لا يمثلون شعبًا ولا مؤسسات، يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم.

وأكد "الأسد"، خلال اتصال هاتفي، مع القائم بأعمال رئيس أبخازيا (إقليم الانفصالي في جورجيا) بادرا جونبا، أن "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة، وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها، أيًا كان داعموه ورعاته، والإرهابيون لا يمثلون شعبًا ولا مؤسسات، يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم"، بحسب بيان للرئاسة السورية.

تصدي سوري للفصائل المسلحة

وفي وقت سابق من اليوم، أكد مصدر عسكري سوري، أنَّ وحدات من القوات المسلحة السورية العاملة على اتجاه ريف حماة الشمالي عززت خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، خلال الليلة الماضية، وتصدت للفصائل المسلحة ومنعتها من تحقيق أي خرق.

وأضاف المصدر لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أنَّ القوات المسلحة تمكنت من تأمين عدد من المناطق بعد طرد الفصائل المسلحة منها، أهمها قلعة المضيق ومعردس، حيث قضت على العشرات منهم، ولاذ بقيتهم بالفرار.

مباحثات روسية إيرانية

وكان هجوم الفصائل المسلحة في سوريا، محور الاتصال الهاتفي الذي جرى أمس السبت، بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي إنَّ التحركات الأخيرة للفصائل المسلحة في سوريا هي جزء من مشروع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة لزعزعة أمن منطقة غرب آسيا، مؤكدًا ضرورة أنْ تعمل طهران وموسكو وباقي دول المنطقة بمزيد من التنسيق واليقظة لإحباط هذه المؤامرة الخطيرة.

واتفق الوزيران على الحاجة لتكثيف الجهود المشتركة الرامية إلى تحقيق استقرار الوضع في سوريا ومعالجته بشكل عاجل وبطريقة شاملة، في إطار "صيغة أستانا" وبالتنسيق مع أنقرة.

وقال وزير الخارجية الإيراني، اليوم، إنَّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى لزعزعة أمن المنطقة بعد فشله في تحقيق أهدافه، خاصة أنَّ ما يحدث في سوريا أثبت أنَّه يتحرك في الخط نفسه مع الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف "عراقجي"، أنَّه سيتوجه اليوم إلى دمشق، حاملًا رسالة إلى الحكومة السورية، وذلك خلال جولة إقليمية تشمل سوريا وتركيا وعددًا من دول المنطقة لمناقشة الأحداث الأخيرة في حلب، وأكد دعم الحكومة والجيش السوريين في مواجهة الجماعات المسلحة.

وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية التركية أنَّ الوزير هاكان فيدان أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الروسي، تناولت الأوضاع الحاصلة على الساحة السورية واتفاقات أستانا التي رعتها كل من روسيا وإيران وتركيا. 

واشنطن تراقب

ومن جهته، نفى المُتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت، اليوم، أنْ يكون للولايات المتحدة علاقة بالهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام في سوريا.

وقال إنَّ رفض نظام الأسد للانخراط في العملية السياسية واعتماده على روسيا وإيران خلق الظروف الحالية، وأضاف أنَّ واشنطن تراقب ما يحدث في سوريا عن كثب.

وبدأت الفصائل المسلحة، الأربعاء الماضي، هجومًا غير مسبوق، يعد الأعنف منذ أعوام في محافظة حلب، إذ تمكنت من التقدم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) المجاورتين.

وقال سافيت، إن الولايات المتحدة "كانت على اتصالات مع العواصم الإقليمية خلال الـ48 ساعة الماضية.

وتابع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "تحثُّ الولايات المتحدة، شركاءها وحلفاءها، على وقف التصعيد وحماية المدنيين والأقليات" في سوريا.

وأشار إلى أنَّ "هناك حاجة لتسوية سياسية جادة في سوريا تتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن".

واختتم البيان بالقول: "سنواصل الدفاع والحماية الكاملة للأفراد الأمريكيين والمواقع العسكرية الأمريكية، والتي تظل ضرورية لضمان عدم تمكن تنظيم داعش من الظهور مرة أخرى في سوريا".

إسرائيل تدعم الهجمات

وبينما كانت المعارك في مدينتي حلب وحماة السوريتين مستعرة، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، أهدافًا عسكرية قرب المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان.

وجاء التحرك الإسرائيلي، بعد يوم من ترؤس رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اجتماعًا، وُصِف بأنَّه "غير عادي" بشأن التطورات في سوريا، وخلص إلى أنَّ "إسرائيل ستكبد نظام الأسد الثمن إذا استمر في دعم حزب الله اللبناني".

وقالت "القناة 13" الإسرائيلية، إنه بعد المشاورات الأمنية، تعتزم إسرائيل إرسال إشارة للرئيس السوري بأن عليه "التوقف عن استخدام سوريا كمنطقة لنقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله، وإلا فإنه سيدفع الثمن".

واعتبر دانييل راكوف، الباحث البارز في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في منشور على منصة "إكس"، أمس السبت، أنَّ هجوم الفصائل المسلحة على حلب "خبر جيد لإسرائيل"، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست". 

وقال راكوف، الخبير في السياسة الروسية في الشرق الأوسط وهو أيضًا مقدم احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن "سقوط شمال سوريا في أيدي المسلحين يلحق الضرر بالبنية التحتية للإيرانيين وحزب الله هناك وسيجعل من الصعب عليهم العمل على استعادة حزب الله".