الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"عملية كومبي".. اعتقال المئات في حملة على "مهربي البشر" بأيرلندا الشمالية

  • مشاركة :
post-title
تتقاضى العصابات الإجرامية ما يصل 8000 يورو مقابل طرق السفر غير القانونية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

اعتقلت السلطات البريطانية مئات الأشخاص بأيرلندا الشمالية في أثناء محاولتهم الدخول عن طريق عبور الحدود من أيرلندا في عملية تهدف إلى القضاء على مهربي البشر تحت اسم "عملية كومبي"، التي أطلقتها وزارة الداخلية البريطانية، أبريل الماضي، لتكثيف ضوابط الهجرة الروتينية التي تنفذها "عملية جول"، وهي جهد مشترك طويل الأمد مع جمهورية أيرلندا للقضاء على إساءة استخدام منطقة السفر المشتركة "CTA".

ووفق تقرير لصحيفة "الجارديان"، تتقاضى العصابات الإجرامية ما يصل 8000 يورو، مقابل طرق السفر غير القانونية التي تقدمها كطريق أكثر أمانًا لعبور القناة على قوارب صغيرة، بحسب مسؤولين عن الهجرة.

ويسمح قانون الهجرة والجنسية للبريطانيين والأيرلنديين فقط بالسفر دون جوازات سفر بين جزر إيرلندا وبريطانيا العظمى وجزيرة مان وجزر القنال الإنجليزي، لكنه أصبح موضوع جدل في إيرلندا، بسبب مزاعم بأن المهاجرين غير النظاميين يستخدمون بلفاست كبوابة خلفية إلى الجمهورية.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية إن عملية "كومبي"، التي استمرت 3 أيام وركزت على السفر في الاتجاه الآخر هذا الأسبوع، أدت إلى اعتقالات متعددة.

وشملت العملية ضباطًا في موانئ ومطارات أيرلندا الشمالية ومانشستر وليفربول وهوليهيد وكايرنريان.

منطقة مشتركة

حسب التقرير، احتجز مسؤولون من وزارة الداخلية البريطانية، الثلاثاء، 4 أفراد كانوا يحاولون ركوب العبارات أو الطائرات في بلفاست، وكان أحدهم إيرانيًا سافر من برشلونة إلى دبلن متنكرًا في هيئة مواطن أوكراني، لكن تم إيقافه من قبل اثنين من مسؤولي إنفاذ الهجرة عندما اقترب من بوابات بطاقات الصعود إلى الطائرة في مطار بلفاست.

وقال مسؤولون إن الاعتقال قد يكون "ثمرة سهلة" تؤدي إلى عصابة تهريب محتملة في دبلن أو في أي مكان آخر بأوروبا باستخدام منطقة السفر المشتركة كباب خلفي إلى الجزر البريطانية.

ونقلت "الجارديان" عن جوناثان إيفانز، المفتش في وحدة التحقيقات الجنائية والمالية بهيئة إنفاذ قوانين الهجرة في بلفاست، إن الطوابع العديدة الموجودة في جواز سفر الرجل كانت مصممة لتجعله يبدو وكأنه سافر كثيرًا.

وأوضح: "يشير هذا إلى أن الوثيقة تم إعدادها من قبل عصابة إجرامية لإظهار أنه مر عبر ضوابط حدودية متعددة في السابق بأختام من بلدان أخرى".

وأضاف الضابط: "سنفحص الآن بصماته من خلال قواعد البيانات لدينا ونتحدث إلى اليوروبول. ومن المحتمل أيضًا أن نصدر تنبيهًا وطنيًا لمعرفة ما إذا كان هناك أي جوازات سفر أوكرانية مزورة أخرى تم استخدامها، وقد يقودنا هذا إلى طريقة جديدة يستخدمها المجرمون المنظمون".

استغلال الحدود

كان الارتفاع الكبير في عدد طالبي اللجوء المتجهين في الاتجاه الآخر من بريطانيا إلى بلفاست ثم دبلن محور خلاف سياسي بإيرلندا، في وقت سابق من هذا العام، بعد أن قالت وزيرة العدل هيلين ماكنتي، إن هناك أدلة على ارتفاع حاد في عدد طالبي الحماية الدولية الذين يدخلون البلاد عبر أيرلندا الشمالية.

وكان الحفاظ على الحدود غير المرئية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا خطًا أحمر سياسيًا في أثناء مفاوضات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، إذ واجهت أيرلندا والاتحاد الأوروبي مؤيدي الخروج البريطاني الذين أرادوا حدودًا صارمة.

وارتفعت طلبات اللجوء في أيرلندا من أقل من 5000، عام 2019 إلى أكثر من 17536 حتى الآن هذا العام، وفقًا لبيانات الحكومة الأيرلندية.

وحسب السلطات، هناك أدلة تشير إلى أن عصابات تهريب البشر تستهدف الآن دبلن أيضًا باعتبارها بابًا خلفيًا إلى المملكة المتحدة، وكبديل لكبار الشخصيات للقوارب الصغيرة عبر القناة.

وأسفرت عمليتان سابقتان لقوة "كومبي" هذا العام عن اعتقال 59 شخصًا، منهم 12 محتجزًا في إطار تحقيقات جنائية بعمليات تهريب مشتبه بها، ومصادرة جوازات سفر مزورة، و430 ألف يورو نقدًا.

ومن بين الجنسيات التي استخدمت إيرلندا "كباب خلفي" السوريون ومواطنون أوروبيون آخرون واجهوا قرارات هجرة "معاكسة" في بريطانيا العظمى.

وتشير إفادات أشخاص يائسين إلى درجة دفعهم للعصابات من أجل الوصول إلى بلفاست من دبلن إلى أنهم يتقاضون "ما بين 5 آلاف و8 آلاف يورو مقابل الرحلة من أوروبا، والوثائق المزورة، والرحلة إلى بلفاست، والتذكرة إلى أي وجهة في المملكة المتحدة".