ألقى إيلون ماسك، رجل الأعمال الأمريكي الشهير، حجرًا في المياه الراكدة حول قضية تغيير التوقيت الصيفي، الذي يتم في الولايات المتحدة الأمريكية مرتين سنويًا، مبديًا رغبته، من واقع منصبه الجديد، في إنهاء هذا الأمر، الذي يرى أن غالبية الأمريكيين غير راضين به.
ويعتبر إيلون ماسك أحد المقربين من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وكان من الذين اختيارهم لتولي منصب جديد في حكومته المستقبلية، وعينه وزيرًا رفقة رائد التكنولوجيا الحيوية فيفيك راماسوامي، لوزارة كفاءة الحكومة "حديثة الإنشاء"، التي يطلق عليها لقب DOGE، بحسب شبكة "سي بي إس نيوز".
استطلاع رأي
وعبر منصة "إكس" التي يمتلكها رجل الأعمال، شارك مع متابعيه استطلاع رأي حول قضية إلغاء تغيير الوقت، الذي وصفه بالمزعج، وجاءت النتيجة بتأييد أكثر من 80% منهم للقيام بتلك الخطوة.
وفي الاستطلاع الذي شارك فيه ما يقرب من 40 ألف أمريكي، وشاهده أكثر من 54 مليون آخرين، قال 81% إنهم يؤيدون بالتأكيد تلك الخطوة المهمة، بينما رفضها 9% منهم، وطالب 1% منهم بالبحث عن حلول أخرى.
تأييد شعبي
وبحسب قانون الوقت الذي أقره الكونجرس الأمريكي عام 1966، وجعل وزارة النقل مسؤولة عن تنفيذه، يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي في أمريكا خلال شهر مارس، إذ يتم تقديم ساعة واحدة في 48 ولاية، وفقًا لموقع foxweather، بينما يتم انتهاء العمل به شهر نوفمبر، ويتم تقديم ساعة واحدة.
"يبدو أن الشعب يريد إلغاء التغيرات الزمنية المزعجة!".. هكذا علق ماسك على الاستطلاع، كما علق العديد من الشخصيات السياسية والمؤثرين على المنشور، لدعم جعل التوقيت الصيفي دائمًا، بما في ذلك دونالد ترامب جونيور، ورفيقه في الوزارة راماسوامي، الذي قال إن تلك السياسة باتت غير فعّالة وتحتاج للتغيير حقًا.
السلطة الوحيدة
ولم يكشف ماسك وزميله في الوزارة عن خطتهما لإنهاء تغيير الساعة، إلا أن المشكلة الأساسية بالنسبة لهما تكمن في أن السلطة الوحيدة المخولة للقيام بهذا الأمر هي الكونجرس الأمريكي.
ويعد قانون حماية أشعة الشمس، الذي اقترحه الجمهوري ماركو روبيو في مجلس الشيوخ، هو أحدث تلك الجهود، وكانت المرة الأولى يُطرح عام 2021، وتم نقله إلى النواب بعد الإجماع عليه مارس من العام نفسه، ولكن تم تأخيره بسبب الخلافات ولا يزال قائمًا حتى اليوم.
وفي عام 2023، تم اقتراح مشروع قانون حماية أشعة الشمس للمرة الثانية في مجلس الشيوخ، وتم إحالته إلى لجنة التجارة والعلوم والنقل، وفي الوقت نفسه، طرح نائب من فلوريدا نفس الفكرة في النواب وتم إرسالهما إلى اللجنة الفرعية للابتكار والبيانات في مجلس النواب، وتوقفا هناك أيضًا.
ويرى مؤيدو مشروع القانون، أن الظلام يحل مبكرًا في الشتاء، ما يسهم في الاكتئاب الموسمي وانعدام الرؤية في أثناء ساعة الذروة المرورية، وهو ما قد يكون خطيرًا على الأشخاص الذين يتنقلون من العمل إلى منازلهم.
أما معارضو مشروع القانون فيرون أن الطلاب الذين يتنقلون إلى المدرسة في الصباح الباكر سيكون لديهم مستوى رؤية أقل، وهو ما قد يكون خطيرًا، وأن مثل هذا التغيير قد يؤثر على الإيقاعات اليومية للناس.
ولم يتم تقديم قانون حماية أشعة الشمس مرة أخرى إلى الكونجرس، عام 2024، لكن رئيس المجلس مايك جونسون، يتمتع بسلطة طرحه للتصويت، وهو أحد الاحتمالات بحسب washingtonexaminer، التي يخطط ماسك وفيفيك للقيام بها والضغط عليه من أجل وضع حد لمشروع القانون في هذه الدورة.