الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"كيسنجر الجديد" أم خلاف منتظر.. الصين تهدد علاقة ماسك وترامب

  • مشاركة :
post-title
تقارب ماسك مع الصين تهدد علاقته بترامب

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المحتمل أن تضر علاقات الملياردير إيلون ماسك مع الصين، بنظيراتها التي تجمعه بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وبالتالي منصبه في الإدارة الأمريكية المقبلة، وفق ما نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن خبراء.

واختار ترامب الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس" لقيادة وزارة كفاءة الحكومة المستحدثة إلى جانب المرشح الرئاسي الجمهوري السابق ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي.

وجاء ذلك بعد أن أنفق ماسك، أغنى رجل في العالم، عشرات الملايين من الدولارات لمساعدة ترامب على الفوز بالانتخابات، وكان أحد أكثر مؤيديه صراحةً طوال الحملة، ولكن هناك شيئًا واحدًا يقول الخبراء، إنه قد يسبب خلافا بين ماسك وترامب، وهو الصين.

وقال نيل توماس، زميل معهد السياسات التابع لجمعية آسيا، لنيوزويك: "قد يختلف ترامب وماسك، لأن ماسك ينتهي به الأمر إلى معارضة السياسات الاقتصادية الصارمة تجاه الصين".

موقف ترامب

ورشح الرئيس المنتخب اثنين من أبرز صقور الصين، وهما ماركو روبيو ومايك والتز، لمنصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي على التوالي، في إشارة إلى نهجه العدائي تجاه الصين.

كما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، وفرض عقوبات على السيارات الكهربائية الصينية التي يتم تصنيعها في المكسيك لتجنب الرسوم الجمركية، فضلًا عن القضاء على المزيد من الامتيازات التجارية المتبقية لبكين، ما قد يؤدي إلى إشعال حرب تجارية مع البلاد.

موقف ماسك

وفي المقابل، كان ماسك -الذي تمتلك شركته "تسلا" مصنعًا ضخمًا في شنغهاي، يصنع السيارات للسوق المحلية الصينية، وكذلك في أستراليا ونيوزيلندا- حريصًا على عدم انتقاد الحزب الشيوعي الصيني.

وقال "ماسك"، في برنامج "ديلي درايف" على قناة "أوتوميتيف نيوز" في عام 2020: "الصين رائعة". كما هنأ الحزب الشيوعي الصيني بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، بل وعُرض عليه ذات مرة الإقامة الدائمة في الصين.

وفي الوقت نفسه، عندما طلبت الصين من شركة "تسلا "إجراء تغييرات على سياراتها في عام 2021، واستدعت أكثر من 285 ألف مركبة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، امتثل ماسك على الفور، كما امتثل لاستدعاءات سيارات "تسلا" في الولايات المتحدة.

وعندما أغلقت الصين مصنعًا لشركة تسلا في عام 2022 لمدة أربعة أيام من أجل الامتثال لأمر البقاء في المنزل من الحكومة الصينية، وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، امتثل ماسك بهدوء، على الرغم من التحفظ في مواقف مماثلة في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، عندما أغلقت كاليفورنيا مصنعًا لتسلا، أثناء تفشي فيروس كورونا في ربيع عام 2020، زعم ماسك أن السلطات الصحية في الولاية كانت "فاشية".

وكان من المفترض أن تستحوذ الصين على نحو 22.5% من إجمالي عوائد تسلا بحلول 2022، لتكون بذلك أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.

وأعرب ماسك أيضا عن مخاوفه بشأن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين في الماضي، وعندما سُئل عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء "العداء المتزايد" بين الولايات المتحدة والصين، قال ماسك خلال مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي نيوز": " أعتقد أن هذا يجب أن يكون مصدر قلق للجميع".

وفي وقت سابق من هذا العام، انتقد ماسك إدارة بايدن لرفع الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية إلى 100%. 

وقال الملياردير في مؤتمر للتكنولوجيا في باريس: "لم أطلب أنا ولا تسلا هذه الرسوم الجمركية.. الأشياء التي تعوق حرية التبادل أو تشوه السوق ليست جيدة".

وأضاف أن "شركة تسلا تتمتع بمنافسة جيدة في السوق الصينية، حيث لا تفرض أي تعريفات جمركية ولا تقدم أي دعم تفاضلي.. وأنا أؤيد عدم فرض أي تعريفات جمركية".

توقعات بالخلاف

وقالت لورا سميث، المؤرخة الرئاسية بجامعة أكسفورد، لـ"نيوزويك" إن "تعيين ماسك قد يكون علامة على افتقار ترامب إلى سياسة حاسمة بشأن الصين، وهو ما قد يؤدي إلى الخلاف بين الرجلين".

ولكن في حين أنّ هناك احتمالًا لحدوث خلاف بين الرئيس التنفيذي لتسلا والرئيس المنتخب، فإن توماس وسميث اتفقا على أن "ماسك قد ينتهي به الأمر إلى تشكيل سياسات ترامب تجاه الصين، بما يساعد علاقاته مع البلاد."

وقالت سميث: "الآن بعد أن أصبح ترامب وماسك قريبين للغاية، يبدو أن ترامب يريد إبقاءه إلى جانبه بالنظر إلى الثروة من الموارد التي يمتلكها ماسك لتشويه سمعة خصمه".

وأضاف توماس أن ترامب في نهاية المطاف "رجل أعمال يحترم نجاح ماسك"، وبالتالي فإن "علاقتهما الوثيقة قد تؤدي إلى أن يصبح الرئيس القادم أكثر استهدافًا في سياسته تجاه الصين ويختلف مع صقور الأمن في فريق السياسة الخارجية".

كيسنجر الجديد

ويتوقع خبراء آخرون أن يكون ماسك بمثابة "كيسنجر الجديد" في الصين، إذ سيساعد في التوسط للوصول إلى اتفاق بين واشنطن وبكين.

وينسب إلى الدبلوماسي الأمريكي هنري كيسنجر، الذي توفي عام 2023، الفضل في تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بعد زيارته التاريخية لبكين في يوليو 1971.

وواصل كيسنجر، الذي يحظى باحترام كبير في الصين، التواصل مع قادتها كمبعوث غير رسمي، وكان آخر لقاء له مع الرئيس شي جين بينج في يوليو 2023، قبل أشهر فقط من وفاته.

وقال سكوت كينيدي، المستشار الأول ورئيس مجلس أمناء الأعمال والاقتصاد الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لسي إن بي سي نيوز، هذا الأسبوع: "كان هناك فضول واسع النطاق في الصين خلال الأشهر القليلة الماضية حول ما إذا كان ماسك يمكن أن يكون كيسنجر الجديد، الذي يساعد في التوسط في صفقة بين واشنطن وبكين".

وفي أبريل الماضي، التقى ماسك مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، الذي استشهد بتسلا، كمثال للتعاون التجاري الناجح بين بكين وواشنطن، بحسب وسائل إعلام رسمية.

وقال وانج ييوي، مدير معهد العلاقات الدولية بجامعة رينمين، لـ"سي إن بي سي نيوز"، إن موقف ماسك بين الصينيين قد يجعله يقنع ترامب بإلغاء الزيادات الصارمة في الرسوم الجمركية التي هدد بها، فضلا عن تمكين الشركات الصينية من التوصل إلى اتفاق لبناء مصانع في الولايات المتحدة.

فيما لم يكن ديواردريك ماكنيل، المدير الإداري لشركة "لونج فيو جلوبال" والمحلل السياسي البارز، متفائلًا إلى هذا الحد، وقال لـ"سي إن بي سي نيوز"، إنه في حين قد يفتح ماسك بعض الأبواب، إلا أن أيًا منها لا يمكن فتحه أيضًا من خلال الدبلوماسية الثابتة".

وحذر ماكنيل من أن الاعتماد على شخص يكمن ولاؤه الرئيسي لمشروعاته الخاصة، قد يكون خطأً. وقال: "إن عدم القدرة على التنبؤ بآراء ماسك وآرائه القوية والمثيرة للجدل غالبًا لا تتوافق دائمًا مع المصالح الدبلوماسية أو الاستراتيجية لأي من البلدين".