تتحرك قوة الفضاء الأمريكية التي تأسست منذ خمس سنوات بسرعة كبيرة؛ لمواجهة ما أصبح يشكل تحديًا وتهديدًا كبيرًا لها، والمتمثل في الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية التي يتملكها خصومها، بما في ذلك روسيا والصين، اللتان يتم اتهامهما مرارًا وتكرارًا باقتناء أسلحة فضائية نووية أو السعي للحصول عليها، وهو ما يهدد اقتصاد أمريكا الفضائي البالغ مليارات الدولارات.
وتعمل قوة الفضاء الأمريكية الآن، وفقًا لصحيفة "ذا هيل"، على بناء بنية دفاعها الفضائي للمساعدة في تحديث شبكة مراقبة الفضاء، التي تراقب الأجسام والتهديدات المحتملة في الفضاء، وفي الوقت نفسه يكافح الفرع العسكري في الجيش لسد الفجوات بمجال الفضاء.
استهداف الأقمار
ويعمل المسؤولون داخل الجهاز الجديد على استكشاف عدد لا يحصى من الأساليب والطرق؛ بهدف تحسين عمليات كشف منظومات أعدائهم وتطوير عمليات الدفاع، بما في ذلك إطلاق مئات الأقمار الصناعية العسكرية في مدار أرضي منخفض.
وتأتي المحاولات الأمريكية بعد تحذير أطلقه رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، من أن روسيا تسعى لإطلاق سلاح نووي في الفضاء، يُمكنها من استهداف الأقمار الصناعية وأهداف أخرى حول الأرض.
أسلحة جديدة
وفي سبيل مواجهة هذا الأمر، صممت قوة الفضاء في خطوة أولى جهاز تشويش يمنع الأقمار الاصطناعية الصينية، أو الروسية من إرسال معلومات عن القوات الأمريكية أثناء الصراع، ويتوقع تركيب الدفعة الأولى المتمثلة في 11 جهازًا من أصل 24 جهاز تشويش في مواقع غير معلنة، بحلول 31 ديسمبر المقبل.
كل ذلك يعد، بحسب الفريق أول فيليب جارانت، قائد قيادة أنظمة الفضاء، جزءًا من الجهود الرامية إلى إعداد قوة الفضاء بحلول عام 2026 لبيئة أكثر تنافسًا فوق الأرض، حيث يركزون على اقتناء أنظمة أسلحة جديدة في قوة الفضاء.
تهديد عالمي
وحذر الخبراء من أن التهديدات الفضائية مثيرة للقلق الشديد؛ لأنها قد تؤدي إلى تدمير البنية التحتية للاتصالات ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يهدد أنظمة السفر والخدمات المصرفية وغيرها من الأنظمة التي يستخدمها الناس كل يوم في جميع أنحاء العالم.
ويوجد نحو 48 ألف جسم في الفضاء، وهو اقتصاد فضائي عالمي تبلغ قيمته نحو 447 مليار دولار ويستمر في النمو، وكشفت الصحيفة عن أن قوة الفضاء تعمل الآن من خلال استراتيجية تسمى "التحمل التنافسي".
عدوهم لن يتوقف
وتركز تلك الاستراتيجية على عدة مبادئ، أهمها الوعي بمجال الفضاء والذي يعتمد على شبكة الصواريخ الدفاعية الفضائية، وهي نظام عالمي يتألف من رادارات أرضية وأجهزة استشعار بصرية وستة أقمار صناعية عالية المدار.
بجانب ذلك تركز قوة الفضاء الأمريكي على تطوير التكنولوجيا للدفاع عن الأقمار الصناعية، وغيرها من الهندسة المعمارية الفضائية المعرضة للخطر، وهو ما ظهر في العقد الموقع بقيمة 100 مليون دولار للحصول على بنية دفاعية وشبكة تحكم أكثر حداثة.
وطالب الخبراء في معهد "ميتشل لدراسات الفضاء الجوي"، الأمريكيين بفهم ما سوف يحدث إذا بدأ خصوم الولايات المتحدة في مهاجمة قدراتهم الفضائية، مشيرين إلى أنهم لن يتوقفوا عن تطوير أنظمتهم لسبب بسيط وهو أن "العدو نفسه لن يتوقف".