لا يهدر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الكثير من الوقت في تأكيد أنَّ الرسوم الجمركية سوف تكون أولوية من اليوم الأول له في البيت الأبيض، ومع اقتراب موعد تنصيبه بعد أقل من شهرين، بدأت الشركات الصغيرة في اتخاذ خطوات لتجنب الزيادات المتوقعة في التكاليف، وتدرس ما إذا كانت ستتحمل الضرر المالي أو تحمله على العملاء، وفق ما ذكرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
وأعلن ترامب، الاثنين الماضي، عبر منصة "تروث سوشيال"، أنه يخطط لتطبيق رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع القادمة من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع القادمة من الصين.
ولم يكرر ترامب دعواته في حملته الانتخابية لفرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات من كل مكان تقريبًا، ويتوقع بعض الخبراء أن تواجه الحواجز التجارية التي اقترحها تحديات قانونية.
وعلى الرغم من حالة عدم اليقين، تقول الشركات الصغيرة التي كانت تراقب خطط ترامب بقلق أثناء حملته الانتخابية، إنَّ الوقت يمضي بسرعة لعزل نفسها بأفضل ما يمكنها.
وتدير بياتريس باربا شركة تصنع أكوابا وعلب غداء غير سامة للأطفال، وكانت تخطط لقضاء عام 2025 في ابتكار أنماط جديدة من أكواب الشرب التي تحمل توقيعها، لكنها الآن تتخلى عن هذه الخطط وتخزن أكبر قدر ممكن من مخزونها الأساسي.
وتم تصنيع خط إنتاجها بالكامل في الصين، لأن أيًا من الشركات المصنعة المحلية الثمانين التي اتصلت بها عندما أطلقت عملها قبل نحو ست سنوات، لم تتمكن من تنفيذ تصميماتها من زجاج البورسليكات.
وكانت "باربا" قلقة بعض الشيء بشأن مقترحات ترامب بشأن التعريفات الجمركية، ولم تكن تتوقع فوزه، وشككت في التزامه بفرضها إذا فاز.
وعلى مدى الشهرين المقبلين، تأمل باربا أن يتمكن موردوها الصينيون من إنتاج طلب واحد بقيمة 200 ألف دولار أمريكي طوال العام، وإيصاله عبر الموانئ الأمريكية، قبل أن يتولى ترامب منصبه.
وقالت في هذا الصدد: "هذا يمنحني على الأقل القليل من الوقت لتجاوز العاصفة.. هناك شعور بالإلحاح، وأنا متوترة للغاية".
ويرفض خبراء الاقتصاد التعريفات الجمركية على نطاق واسع، قائلين إنها تميل إلى زيادة الأسعار بالنسبة للمستهلكين، وهو احتمال يحذر منه العديد من المسؤولين التنفيذيين في الشركات بالفعل.
وفي الشهر الماضي، نقلت "إن بي سي نيوز" عن أصحاب الشركات الصغيرة الذين صمدوا في الجولة الأولى من الرسوم التي فرضها ترامب خلال ولايته الأولي، أنهم واجهوا صعوبة في التكيف، وأكد العديد منهم أن واجهوا خيارات محدودة لاستيعاب ارتفاع التكاليف، مقارنة بالمنافسين الأكبر حجمًا.
وستكون القائمة الجديدة من الرسوم الجمركية التي يدعو إليها ترامب أكثر حدة وأبعد مدى إذا تم تنفيذها بالكامل.
وقالت كارولين ليفات، المتحدثة باسم ترامب، في بيانٍ: "في ولايته الأولى، فرض الرئيس ترامب تعريفات جمركية ضد الصين، ما أدى إلى خلق فرص عمل وتحفيز الاستثمار وعدم حدوث تضخم".
وأضافت: "سيعمل بسرعة على إصلاح واستعادة الاقتصاد الذي يضع العمال الأمريكيين في المقام الأول من خلال إعادة الوظائف الأمريكية إلى الداخل، وخفض التضخم، ورفع الأجور الحقيقية، وخفض الضرائب، وخفض اللوائح، وتحرير الطاقة الأمريكية".
وقال باحثون في وكالة "ستاندرد أند بورز جلوبال" للتصنيف الائتماني، في بيان صدر الثلاثاء الماضي، إن "مقترحات ترامب السياسية من خلال حملته الانتخابية، في ظاهرها، قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم في الأمد القريب وانخفاض النمو في الأمد المتوسط إلى الطويل".
ورأى محللو "ستاندرد أند بورز"، أن تأثير التعريفات الجمركية على أسواق الطاقة وحدها قد يقنع الرئيس المقبل بالتراجع.
ولا تمتلك جميع الشركات الصغيرة الأموال اللازمة لتخزين السلع المستوردة أو تسريع عمليات الشراء، كما تخطط بعض العلامات التجارية الكبرى بالفعل.
ويؤجل جو حكيم، المدير العام لمخبز أكرويد الأسكتلندي في ريدفورد بولاية ميتشيجان، تقديم طلب استيراد شوكولاتة عيد الفصح من كندا، وهو ما يفعله عادة في أكتوبر لضمان وصولها في الوقت المحدد، ولكن مع الرسوم الجمركية المحتملة في الأفق، يساوره القلق من ارتفاع الأسعار، وقرر عدم المخاطرة.