حذر اقتصاديون مِن أنَّ خطة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة من المكسيك وكندا قد يكون لها تأثير كبير على اقتصاد ولاية تكساس.
ونقل تقرير لمجلة "نيوزويك" توقع أحد الخبراء أن يؤدي ذلك إلى فقدان ما يقرب 370 ألف وظيفة في الولاية الثرية، حتى الآن.
وأعلن الرئيس المنتخب عن ذلك على موقعه الإلكتروني Truth Social الاثنين الماضي، مدعيًا أنَّ التعريفات الجمركية ستظل سارية "حتى يأتي الوقت الذي تتوقف فيه المخدرات، وخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين عن هذا الغزو لبلدنا".
وتحدث ترامب، الأربعاء الماضي، مع الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، التي قال إنها "وافقت على وقف الهجرة عبر المكسيك" في أعقاب التهديد بالرسوم الجمركية.
لكن شينباوم أعطت رواية مختلفة للمحادثة قائلة: "نؤكد مجددًا أن موقف المكسيك ليس إغلاق الحدود، ولكن بناء الجسور بين الحكومات وبين الشعوب".
وكان تعهد ترامب بمكافحة الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة أحد الركائز الأساسية لحملته الانتخابية الرئاسية الناجحة في عام 2024.
خسارة كبيرة
في حديثه لـ"نيوزويك"، قال راي بيريمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بريمان" للتحليل المالي، إنَّ هذه الخطوة (قرارات ترامب الجمركية) سيكون لها "تأثير غير متناسب" على تكساس.
وفي إشارة إلى دراسة لمؤسسته قال إنها ستُنشر الأسبوع المقبل، أكد بريمان: "إذا تم تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع من المكسيك وكندا والحفاظ عليها، فإننا نقدر أن الخسائر السنوية للاقتصاد الأمريكي ستكون نحو 250.6 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي السنوي، ونحو 1.97 مليون وظيفة".
وتبلغ هذه الخسائر ما يقرب من 1% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
وأكد الخبير المالي أنَّه نظرًا لقربها من المكسيك وتكامل سلاسل التوريد معها فإن ولاية تكساس ستشهد تأثيرًا غير متناسب، والذي نقدره بنحو 46.9 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي السنوي للولاية (نحو 1.7% من الإجمالي) ونحو 370 ألف وظيفة".
وأضاف بيريمان أنَّه إذا أدت رسوم ترامب الجمركية إلى فرض رسوم جمركية انتقامية من المكسيك أو كندا، أو إذا أدت إلى التضخم الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة، فإن "الآثار السلبية سوف تزداد".
واتفق جاري كلايد هوفباور، الباحث في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي -وهو مركز أبحاث مستقل- على أن التعريفات الجمركية المقترحة ستضرب تكساس بشدة.
وفي حديثه لـ"نيوزويك"، قال إنَّ حرب التعريفات الجمركية مع المكسيك ستؤثر بشدة على تكساس "انخفاض حركة الشاحنات والسكك الحديدية عبر الحدود سيؤدي إلى إخراج الكثير من سكان تكساس من العمل".
كما لفت إلى خسارة مبيعات تكساس من السلع الاستهلاكية والماشية والغاز والبترول والكهرباء إلى المكسيك، بالإضافة إلى انخفاض السياحة المكسيكية في الولاية.
رفع الأسعار
ولفت دينيس جانسن، رئيس قسم الاقتصاد في جامعة تكساس إيه آند إم، إلى أن المكسيك هي "الشريك التجاري الأول لولاية تكساس"، إذ تمثل 29% من صادرات الولاية، ما يجعل رفع الرسوم الجمركية يتبعه رفع الأسعار على المستهلكين.
وأضاف: "في حين أن هذا من شأنه أن يحدث في جميع أنحاء الولايات المتحدة لكن نظرًا لأن تكساس ولاية مصدرة كبيرة، فقد يكون لهذا تأثير أقوى".
وقال: "إذا كان هناك رد انتقامي من الخارج، على سبيل المثال إذا نفذت المكسيك تهديدها برفع الرسوم الجمركية على السلع المصدرة من الولايات المتحدة إلى المكسيك، فإن هذا من شأنه أن يقلل بشكل أكبر من الطلب على صادرات تكساس والولايات المتحدة بشكل عام".
ومع ذلك، تم الدفاع عن مقترحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية على منصة "إكس" من قبل مدير صندوق التحوط -الملياردير ومؤيد ترامب- بيل أكمان، الذي وصفها بأنها "سلاح لتحقيق نتائج اقتصادية وسياسية تخدم المصلحة الفضلى لأمريكا، وتحقيق سياسته أمريكا أولًا".
وقال: "لكي نكون واضحين، فوفقًا لترامب، لن يتم تطبيق الرسوم الجمركية البالغة 25%، أو إذا تم تطبيقها فسيتم إلغاؤها، بمجرد أن توقف المكسيك وكندا تدفق المهاجرين غير الشرعيين والفنتانيل إلى الولايات المتحدة".
وتشير بيانات المسح السكاني الحالي لمكتب إحصاءات العمل إلى أنه في يوليو 2023، كان هناك 11.7 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في البلاد، بزيادة قدرها 800 ألف عن الرقم المسجل في يوليو 2022.