قال توني برينتون، السفير البريطاني السابق لدى روسيا، إنَّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "يلعب لعبة معقدة للغاية" عبر الدعوة إلى وضع الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية تحت مظلة حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأضاف برينتون، في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا جارديان"، أنَّ زيلينسكي يعلم أنّ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "على وشك أن ينقض عليه وعلى روسيا"، وهو يرتب بالفعل لتقديم شيء لترامب لإنهاء الحرب.
وتابع: "ما يقترحه (الرئيس الأوكراني) بطرق عديدة يقربنا أكثر من منطقة الهدف الواضحة وهي تجميد القتال، حيث توجد الخطوط في الوقت الحالي، ثم إجراء مفاوضات في نهاية المطاف حول من يحتفظ بأي جزء من الأراضي، ومن ثم ضمانات أمنية لأوكرانيا في سياق وقف إطلاق النار هذا".
لكنَّه يرى أن "زيلينسكي قدم تنازلًا كبيرًا عندما صرح بأنه مستعد لرؤية وقف إطلاق النار، ثم التفاوض على عودة الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا على المدى الطويل.
وقال برينتون: "سوف يرى بوتين هذا باعتباره تنازلًا من زيلينسكي، وسوف يقول لنفسه: آه، إنهم يشعرون بالضعف، ويمكنني الضغط من أجل المزيد.. وهذا يشكل خطرًا كبيرًا مع دخولنا في هذه المرحلة".
هدية ترامب
كان الرئيس الأوكراني أبدى استعداده للتنازل عن أراضٍ من بلاده لروسيا، مقابل مظلة حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، في خطوة -هي الأولى من نوعها- نحو إنهاء الحرب الدائرة منذ 24 فبراير 2022، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا تليجراف".
وقال زيلينسكي، في مقابلة إعلامية، إنَّ بلاده قد تتنازل عن أراضٍ لروسيا مؤقتًا، وذلك مقابل "مظلة حلف شمال الأطلسي" فوق الأراضي الأخرى التي تخضع لسيطرة أوكرانيا.
وأضاف أنه بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار "يمكن لكييف التفاوض دبلوماسيًا" على إعادة الأراضي في الشرق التي تخضع حاليًا للسيطرة الروسية.
وذكر: "إذا أردنا وقف المرحلة الساخنة من الحرب، فيجب أن نضع تحت مظلة حلف شمال الأطلسي أراضي أوكرانيا التي تقع تحت سيطرتنا".
وتابع: "هذا ما نحتاج إلى القيام به بسرعة، وبعد ذلك يمكن لأوكرانيا استعادة الجزء الآخر من أراضيها دبلوماسيًا".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنَّ هذه التعليقات "تمثل تحولًا كبيرًا في موقف زيلينسكى، الذي سبق أن قال إنه سيواصل محاربة روسيا حتى تعود أوكرانيا إلى حدودها المعترف بها دوليًا، والتي تشمل المناطق الأربع التي ضمتها موسكو في عام 2022، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم".
ويأتي هذا التحول في الوقت الذي يستعد فيه ترامب لتولي منصبه مع وعد بإنهاء الحرب في "اليوم الأول"، وفي الوقت نفسه، يتزايد الدعم لاتفاق السلام بين الحلفاء الأوروبيين أيضًا.
وعندما سُئل في المقابلة عمَّا إذا كانت كييف مستعدة للتنازل عن أراضٍ لموسكو بشكل كامل مقابل العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي، قال زيلينسكي: "لم يعرض علينا أحد أن نكون في الحلف بجزء أو آخر من أوكرانيا".
وأضاف أن ذلك "قد يكون ممكنًا، لكن لم يعرض أحد ذلك".