تستمر روسيا في محاولاتها، لنشر صاروخ "الشيطان 2" الباليستي العابر للقارات ضمن الخدمة القتالية، وذلك بعد فشل إطلاقه وانفجاره عدة مرات.
أفادت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، اليوم الأربعاء، بأن موسكو لا تزال تعمل على نشر صاروخ "سارمات" الباليستي العابر للقارات ضمن الخدمة القتالية، على الرغم من التأخيرات والمشكلات التقنية التي واجهت تطويره.
وشهد مشروع تطوير الصاروخ RS-28 Sarmat، المعروف بلقب "الشيطان 2"، تأخيرات عديدة ومشكلات أثناء الاختبارات، وتم تصميمه لحمل رؤوس نووية متعددة وقادر على استهداف مناطق بعيدة تشمل الولايات المتحدة وأوروبا.
ورغم هذه التحديات، تؤكد روسيا التزامها بنشر الصاروخ الذي يمثل جزءًا من استراتيجيتها لتعزيز قدراتها النووية بعيدة المدى.
وفي سبتمبر، فشل الصاروخ الروسي الذي روج له بوصفه أشد الأسلحة فتكًا في العالم في الانطلاق للمرة الرابعة، حيث انفجر أثناء إعادة تزويده بالوقود في قاعدة بليسيتسك الفضائية على بعد 500 ميل شمال موسكو.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن صاروخ سارمات "آر إس – " القادر على حمل رؤوس نووية، والملقب بـ"الشيطان 2"، وترك حفرة على منصة الإطلاق، مع ظهور أضرار مرئية للطرق والمباني المحيطة، حسبما أوردت صحيفة "التليجراف" البريطانية.
وجاءت عملية الإطلاق الفاشلة بعد أسبوع من تحذير أحد أعضاء مجلس الأمن التابعة لفلاديمير بوتين من أن صاروخ "سارمات" قد يضرب البرلمان الأوروبي بستراسبورج في أقل من 4 دقائق.
وقال مشروع "MeNMyRC"، وهو مشروع تحقيق مفتوح المصدر: "انفجر الصاروخ في الصومعة، مخلفًا حفرة ضخمة ودمر موقع الاختبار". وأضاف المشروع أن 4 سيارات إطفاء تم تصويرها في موقع الاختبار كانت تستجيب لحريق غابات، ربما كان مرتبطًا بالإطلاق الفاشل.
وفي وقت سابق من هذا العام، ذكر خبراء الأسلحة أن الصاروخ "سارمات" تعرض لما وصف بـ"فشل كارثي" خلال اختبار إطلاق، ما أدى إلى حدوث حفرة كبيرة في موقع الإطلاق بشمال روسيا.
ورغم هذه التحديات، تؤكد روسيا التزامها بنشر الصاروخ الذي يمثل جزءًا من استراتيجيتها لتعزيز قدراتها النووية بعيدة المدى. ولم يُطلق صاروخ "سارمات" إلا مرة واحدة بنجاح، في أبريل 2022.
و"الشيطان 2" هو الأبعد مدى بين الصواريخ العابرة للقارات، وقادر على ضرب أهداف على بعد أكثر من 11 ألف كيلومتر، وهذا يعني أن بوسعه ضرب أوروبا وأمريكا بكل سهولة.
ويتجاوز طول الصاروخ 35 مترًا، فيما يبلغ قطره 3 أمتـار ويعمل بالوقود السائل وسرعته 15 ضعفًا لسرعة الصوت، كما أنه قادر على حمل عشرة رؤوس حربية أو أكثر.
وأشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق بالصاروخ، واصفًا إياه بـ"لا مثيل له"، معتبرًا أنه سيعزز قدرات الجيش الروسي.
وقال عنه بوتين: تم تزويد قواتنا النووية بمنظومة صواريخ "آر إس - 28 سارمات"، القادرة على التغلب على جميع الوسائل الحديثة للدفاع المضاد للصواريخ.