الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط الرعب الروسي.. هل تغير فرنسا وبريطانيا عقيدتهما النووية؟

  • مشاركة :
post-title
أوروبا تواجه تحديات أمنية غير مسبوقة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل التحولات الجيوسياسية العميقة التي تشهدها الساحة الدولية، تواجه أوروبا تحديات أمنية غير مسبوقة، من بينها تهديدات روسيا النووية واحتمالية تقليص الولايات المتحدة التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو). تقارير متزايدة تحذر من مخاطر هذه المرحلة الحساسة التي قد تعيد رسم خريطة التوازن الاستراتيجي في العالم.

خلل نووي بين روسيا وأوروبا

وفقًا لتقرير "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"، فقد تحتاج أوروبا إلى معالجة الخلل النووي بين روسيا وأوروبا، حيث كان الردع النووي الاستراتيجي الأمريكي هو المحافظ على السلام أثناء الحرب الباردة.

ويرى التقرير أنه في حال انسحاب المظلة النووية الأمريكية من أوروبا كجزء من انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، فقد تحتاج القوتين النوويتين الأوروبيتين، بريطانيا وفرنسا، إلى إعادة النظر في موقفهما الحالي المتمثل في الحد الأدنى من الردع.

واعتبر أنه بدون المظلة النووية الأمريكية، ستكون أوروبا أكثر عُرضة للابتزاز النووي الروسي، ومن المرجّح أن تكون هذه مناقشة خلف الكواليس في قمة لاهاي المقبلة، مشيرًا إلى أنه قد حان الوقت لأوروبا لتتدخل، وتلعب الدور الأمني ​​المعزز الذي ينبغي لها أن تلعبه، وتنقذ حلف شمال الأطلسي في هذه العملية.

العقيدة النووية.. تصعيد يهدد الناتو

وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلات على العقيدة النووية الروسية، تتيح استخدام الأسلحة النووية للرد على أي هجوم تقليدي بدعم من قوة نووية أخرى.

واعتبر بوتين أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية يعادل مشاركة غير مباشرة للناتو في الحرب، محذرًا من أن روسيا قد تستهدف المنشآت العسكرية في الدول الداعمة لأوكرانيا.

وأعلن بوتين عن تجربة ناجحة لصاروخ باليستي جديد أطلق عليه اسم "أوريشنيك" (شجرة البندق)، قادر على الوصول إلى مدى 5000 كيلومتر. وفقًا للكرملين، يتميز الصاروخ بقدرة استثنائية على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الغربية بسرعة تبلغ عشرة أضعاف سرعة الصوت.

وأكد البنتاجون أن الصاروخ يمكنه حمل رؤوس حربية متعددة، ووصفه بأنه "تجريبي"، لكنه حذر من قدراته التدميرية المحتملة إذا دخل حيز الاستخدام الواسع.

خطر التراجع الأمريكي

وفق تقرير لموقع "ذا كونفرسيشن" الأسترالي، تواجه المادة الخامسة من ميثاق الناتو تحديات معقدة، حيث تتطلب الإجماع الكامل من الأعضاء قبل تفعيلها، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد يستغل هذه النقطة لإعاقة استجابة الحلف في حال تعرض أحد أعضائه لهجوم.

ويمكن لترامب، وفق التقرير، أيضًا تقليص الدعم الأمريكي للناتو عبر سحب القوات أو تقليل المساعدات اللوجستية، ما سيضعف قدرات الحلف بشكل كبير، مؤكدًا أن وجود القوات الأمريكية يمثل العمود الفقري للناتو، خاصة فيما يتعلق بأنظمة القيادة والتشفير والأقمار الصناعية والذخائر المتقدمة.

مهمة الناتو.. الردع لا القتال

على مدار الحرب الباردة، اعتمد الناتو على الردع لثني الاتحاد السوفيتي عن مهاجمة أعضائه، هذا الردع يعتمد بشكل أساسي على المظلة النووية الأمريكية، حيث يظل تهديد التصعيد النووي رادعًا رئيسيًا لروسيا.

لكن مع تصاعد الأزمات وتزايد الاعتماد على القوة الأمريكية، تواجه الدول الأوروبية ضغوطًا متزايدة لتحمل مسؤوليات أكبر.

وبين تهديدات روسيا النووية واحتمالية انسحاب الدعم الأمريكي، تواجه أوروبا اختبارًا صعبًا يستلزم تعزيز قدراتها الدفاعية وتوحيد مواقفها الاستراتيجية، قمة الناتو المقبلة ستكون حاسمة لتحديد مستقبل الحلف، وما إذا كان قادرًا على مواجهة هذه التحديات أو الانهيار تحت وطأة الضغوط الدولية.