شهد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة عدة حالات تُثير القلق حول الانضباط العسكري والسلوك الأخلاقي لجنوده في مناطق النزاع، فبين تسريبات لصور وفيديوهات يظهر فيها الجنود وهم يمارسون تصرفات غير لائقة، إلى ممارسات تستهزئ بالرموز الدينية.
وتتراكم الفضائح التي لا تتماشى مع القيم العسكرية والأخلاقية التي يُفترض أن يتحلى بها أفراد الجيش، وعلى الرغم من التحقيقات الرسمية التي أُعلنت، لا تزال هذه الحوادث تكشف عن تدهور في الانضباط داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فشل قيادة وانضباط عسكري
يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي معالجة الانهيار في الانضباط العسكري الذي شهدته مناطق العمليات، وكان الحادث الأخير في لبنان أثار ردود فعل واسعة بعد تداول مقاطع فيديو لأفراد من جيش الاحتلال وهم يمارسون سلوكًا غير لائق في كنيسة بجنوب لبنان، وفق "يديعوت أحرونوت".
ووفقًا لجيش الاحتلال، كانت مقاطع الفيديو تتضمن محاكاة لاحتفال زفاف مع السخرية من الرموز المسيحية، وهو ما اعتبره جيش الاحتلال "عملًا خطيرًا" يتعارض مع القيم العسكرية والأوامر المعمول بها.
تحقيقات عقوبات متوقعة
في رد فعل على هذا الحادث، أعلن جيش الاحتلال تشكيل لجنة تحقيق بهدف إعادة الانضباط إلى صفوف الجنود، كما تم استدعاء العقيد يوآف ياروم، الذي طلب بإنهاء خدمته بعد الفشل في تنفيذ الأوامر بجنوب لبنان.
ورغم أن التحقيقات لا تزال جارية، فإن جيش الاحتلال يواصل تأكيد عدم التهاون مع أي تصرفات غير لائقة.
سلوك غير لائق
إلى جانب الحادث الذي وقع في لبنان، مايو الماضي تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات لجنود إسرائيليين وهم يرتدون ملابس نسائية أو يقومون بتصرفات تُقلل من احترام الفلسطينيين.
في بعض الحالات، تم تصوير الجنود وهم يعبثون بملابس نسائية عُثر عليها في منازل فلسطينية بغزة. هذه الحوادث أظهرت مدى الاستهتار بالقيم الإنسانية، وقد تم توثيق هذه التصرفات من قبل وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان.
ردود فعل محلية ودولية
على المستوى المحلي، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن التحقيقات جارية لمعرفة مدى تأثير هذه الحوادث على القيم العسكرية، كما أكد أن التصرفات التي تم اكتشافها في بعض مقاطع الفيديو غير لائقة، وسيتم التعامل معها بناءً على معايير الانضباط.
على الجانب الآخر، أبدت منظمات حقوق الإنسان والعديد من الجهات الدولية قلقها من تكرار مثل هذه التصرفات، مشيرة إلى أنها تمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان، خاصة حالات العنف الجنسي ضد الفلسطينيين.
الانتهاك للمواثيق الدولية
في تقريره الأخير، تحدث فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة عن انتهاك حقوق الفلسطينيين من قبل جيش الاحتلال، خاصة فيما يتعلق بالعنف الجنسي، كما اعتبر موقع "موندوايس" الأمريكي أن الصور التي تم تداولها تكشف عن حالات غزو واعتداء غير إنسانية، إذ يتم تهديد كرامة المدنيين الفلسطينيين وخصوصيتهم.
ووفقًا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، فإن الاعتداء على شرف النساء وحقوقهن يعد خرقًا صارخًا لهذه الاتفاقية.
بينما تواصل القوات الإسرائيلية التحقيق في الحوادث التي تورط فيها جنودها، تظل الانتهاكات المتعلقة بالأخلاقيات العسكرية والانضباط تشكل تحديًا حقيقيًا أمام جيش الاحتلال.