كشفت شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية عن استعدادات تجريها عائلات المهاجرين وجماعات الدفاع عن الهجرة لاحتمال فصل ملايين العائلات عن بعضها البعض، في أثناء عمليات الترحيل الجماعي التي يخطط لها الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ولفتت الشبكة إلى دراسة حديثة أجراها مجلس الهجرة الأمريكي، قدرت أن ما يصل إلى 4 ملايين أسرة مختلطة الوضع، حيث إن هناك بعض الأعضاء غير موثقين وآخرين مواطنون أمريكيون، قد يتم فصلهم.
وفي ولايات مثل أريزونا وكولورادو وبنسلفانيا، تقول الأسر ذات الوضع المختلط وطالبو اللجوء والمدافعون عن حقوقهم، إنهم يخططون لسيناريوهات قد يتم فيها فصل الأطفال عن أبويهم.
في ولاية بنسلفانيا، تزوجت ليلي، وهي مواطنة أمريكية لم ترغب في استخدام لقبها خوفًا على سلامة أسرتها، من زوجها غير الموثق من هندوراس لمدة 10 سنوات.
وفي الأسبوع الماضي، اصطحبت أطفالها المولودين في الولايات المتحدة للحصول على جوازات سفرهم، وتخطط للحصول على توكيل رسمي في حال ترحيل زوجها، على حد قولها.
وقالت: "إذا حدث أي شيء وتم اعتقال زوجي أو ترحيله، فسيكون من الصعب للغاية بالنسبة لي الحصول على جوازات سفر لأطفالنا، حتى يتمكنوا من مغادرة البلاد لرؤيته".
وأضافت أن زوجها احتجز في عام 2017، خلال إدارة ترامب الأخيرة، لمدة شهرين تقريبًا، وأن هذه التجربة أثرت عليه "عقليًا وعاطفيًا".
وتابعت ليلي: "لقد أوضح أنه إذا حدث ذلك مرة أخرى، فلن يكون الأمر: دعونا نبقى ونقاتل.. بل سيكون: دعونا نرحل، لأنه لا يريد البقاء في الاحتجاز مرة أخرى".
وطيلة حملته الناجحة للرئاسة عام 2024، حشد ترامب أنصاره على وعد بأنه سينفذ أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ أمريكا، وبينما قال إنه سيبدأ بإعطاء الأولوية للمجرمين غير الأمريكيين للترحيل، فإن الرئيس المنتخب وإدارته القادمة لم يستبعدا فصل العائلات أو ترحيلها.
وعندما سألته "سي بي إس نيوز"، الشهر الماضي، عمّا إذا كانت هناك طريقة لتنفيذ عمليات ترحيل جماعي دون فصل العائلات، قال توم هومان، الذي رشحه ترامب ليكون مسؤولًا عن أمن الحدود الأمريكية: "يمكن ترحيل العائلات معًا".
ولا تزال خطط الترحيل الجماعي المحددة قيد التطوير من قبل ترامب وفريقه الانتقالي، لكن مصادر مطلعة على التخطيط قالت لـ"إن بي سي نيوز" مؤخرًا، إن إعادة تشغيل احتجاز العائلات واحتمال بناء المزيد من المرافق المخصصة لذلك في المدن الأمريكية غير الحدودية لا يزال قيد الدراسة.
في توسون بولاية أريزونا، يساعد "تحالف حقوق الإنسان" وهي مجموعة تضم أكثر من 10 منظمات غير ربحية، العائلات التي لا تحمل وثائق أو ذات وضع مختلط في إنشاء "حزم طوارئ" قبل عمليات الترحيل الجماعي المحتملة.
ويقول المنظمون في التحالف، إن الفكرة تستند جزئيًا إلى تجارب سابقة، إذ تم احتجاز الآباء أو ترحيلهم أثناء تواجد أبنائهم في المدرسة.
وقالت إيزابيل جارسيا، إحدى مؤسسي التحالف: "كانت لدينا حالات حيث أجروا مكالمات.. وكانت لدينا حالات لم يتمكنوا فيها من الاتصال بالأم وأصدقائهم".
وستتضمن "الحزمة الطارئة"، التي يساعد أعضاء التحالف العائلات على إعدادها في ورش العمل المحلية، وثائق رئيسية مثل توكيل رسمي للسلطة الأبوية، واتصالات الطوارئ العائلية، وسجلات المدرسة الخاصة بالطفل.
وقالت "جارسيا" إن الاهتمام المجتمعي بالتحالف وخدماته بلغ ذروته منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وتستعد جماعات المناصرة أيضًا لتغييرات على مستوى الولايات في إنفاذ قوانين الهجرة، والتي قد تؤدي إلى الترحيل.
ويقول منظمو تحالف حقوق الإنسان في توسون، إنهم يستعدون لتأثير الاقتراح 314، وهو قانون صارم للهجرة وإنفاذ الحدود أقره الناخبون في ولاية أريزونا في نوفمبر.
ويجعل هذا الإجراء دخول أريزونا بطريقة غير قانونية عبر ميناء دخول، جريمة على مستوى الولاية، ويسمح لوكالات إنفاذ القانون المحلية باعتقال غير المواطنين، وللقضاة في الولاية بإصدار أوامر بالترحيل.
ويعد الاقتراح 314 واحدًا من بين العديد من قوانين الولايات المتعلقة بالهجرة، والتي تم تمريرها في الولايات المتحدة لمعالجة ما يقول المؤيدون إنه عدد قياسي من عمليات عبور الحدود غير القانونية في ظل إدارة بايدن.
وساهمت مشاهد مخيمات طالبي اللجوء في المدن غير الحدودية، فضلًا عن الجرائم البارزة التي ارتكبها المهاجرون، في أن تصبح الهجرة قضية رئيسية في انتخابات هذا العام في ولايات مثل أريزونا التي ساعدت ترامب على العودة إلى البيت الأبيض.
وفي دينفر، تدير يولي كاسياس منظمة غير ربحية ساعدت الآلاف من أكثر من 19200 مهاجر وصلوا إلى المدينة، منذ أن بدأ حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، في نقل المهاجرين بالحافلات إلى المنطقة في مايو 2023.
وبينما انخفض عدد الوافدين اليوميين بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، تقول كاسياس إن فريقها تلقى موجة من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية من المجتمع، والتي "لم تتوقف" منذ يوم الانتخابات.
وتقول كاسياس إنها تلقت رسائل من عائلات تسأل عمّا إذا كان بإمكانهم منح مؤسستها توكيلًا رسميًا للقيام بأشياء مثل تسهيل سفر الأطفال في حالة الانفصال. وأضافت إن الأطفال يسألون عمّا إذا سيتم ترحيلهم أو أصدقائهم.