فتحت فرنسا الباب على مصراعيه، أمام استخدام أوكرانيا أسلحتها بعيدة المدى في مهاجمة الأراضي الروسية، وهي الخطوة التي سبقتها إليها كل من أمريكا وبريطانيا.
ويشكل موقف فرنسا، مزيدًا من الضغط على حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس، الرافض بشكل قاطع إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، وبعد الولايات المتحدة وبريطانيا، تشير فرنسا أيضًا إلى السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد أهداف على الأراضي الروسية، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ووفقًا لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، فإن كييف قد تطلق أيضًا الصواريخ بعيدة المدى التي زودتها بها باريس على روسيا بمنطق الدفاع عن النفس.
وأوضح أنه يجب على الحلفاء الغربيين عدم رسم أي "خطوط حمراء" في دعمهم لأوكرانيا، وعندما سُئل عمّا إذا كان ذلك قد يعني أيضًا إرسال قوات فرنسية، قال بارو: "نحن لا نستبعد أي خيار".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون قال بالفعل في مايو، خلال زيارة دولة ألمانيا إن أوكرانيا يجب أن تكون قادرة على تحييد الأهداف العسكرية الروسية المشاركة بشكل مباشر في العمليات ضد أراضيها.
وبحسب ما ورد أطلقت أوكرانيا هذا الأسبوع صواريخ أتاكمز بعيدة المدى أمريكية الصنع وصواريخ كروز البريطانية ستورم شادو على أهداف عسكرية في روسيا.
بدأت فرنسا، بالتعاون مع بريطانيا، بتزويد أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو في يوليو 2023، والاسم الفرنسي للصواريخ المتطابقة هو "سكالب"، وبقيت ألمانيا وحدها لا تساعد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى. ويرفض المستشار أولاف شولتس بشكل قاطع تسليم صواريخ كروز من طراز توروس.
صواريخ توروس
يقف المستشار الألماني أولاف شولتس، في وجه إرسال صواريخ كروز بعيدة المدى إلى أوكرانيا، ليجدد رفضه لمطالب كييف على الرغم من الضوء الأخضر الأمريكي باستخدام صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية للمرة الأولى.
يُعد صاروخ كروز "توروس" أحد أقوى أسلحة الجيش الألماني، وهو على رأس قائمة أمنيات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أنه يواجه رفضًا قاطعًا من المستشار الألماني خشية أن يؤدي ذلك القرار إلى مواجهة محتملة مع روسيا.
ويبلغ مدى صاروخ كروز "توروس" 500 كيلومتر ويمكن إطلاقه من طائرة مقاتلة من مسافة آمنة، ويمكن لرأسه الحربي اختراق المخابئ، وهذه الصواريخ تطير لمسافة أبعد بكثير من صواريخ "أتاكمز" الأمريكية، التي يمكن أن تستخدمها أوكرانيا لأول مرة، لمهاجمة أهداف في روسيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وانتقدت موسكو بشدة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، إن التفويض باستخدام صواريخ طويلة المدى ضد روسيا لا يمثل دعمًا لأوكرانيا، بل ضربة قاضية لأوكرانيا.