يبدو أن مجرى الحرب الروسية الأوكرانية، قد يشهد تغيرًا كبيرًا، خلال الأيام المقبلة، بعد أن منح الرئيس الأمريكي جو بايدن الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الأمريكية طويلة المدى ضد أهداف في العمق الروسي، وهو ما يشكّل تحولًا كبيرًا في سياسة الولايات المتحدة لإشعال أتون الحرب التي شارفت على عامها الرابع في فبراير المقبل، وقبل أقل من شهرين على ترك بايدن منصبه للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية طويلة المدى ضد أهداف في عمق الأراضي الروسية.
وتريد الحكومة في كييف تنفيذ أول هجوم من نوعه في الأيام المقبلة، وهو ما ذكرته صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، نقلًا عن دوائر حكومية أمريكية، أن الصواريخ ستستخدم في البداية ضد الجنود الروس والكوريين الشماليين في منطقة كورسك.
اقتصرت الولايات المتحدة استخدام أسلحتها ضد روسيا على الدفاع عن الهجوم الروسي ضد مدينة خاركيف شرق أوكرانيا.
وتطالب أوكرانيا منذ فترة طويلة بالإفراج عن أسلحة بعيدة المدى أمريكية الصنع لاستخدامها على الأراضي الروسية، والسبب الذي قدمته كييف هو أن هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى المطارات العسكرية الروسية التي تنطلق منها الطائرات المقاتلة لإسقاط قنابل انزلاقية أو إطلاق صواريخ.
ويأتي هذا القرار وسط التنصيب الوشيك للرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب في 20 يناير 2025، وخلال الحملة الانتخابية، خاصة أن ترامب ادعى مرارًا وتكرارًا أنه سيكون قادرًا على إنهاء الحرب الأوكرانية في غضون 24 ساعة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا في عهد ترامب بالقدر نفسه الذي فعلته في عهد بايدن، ويطالب المتشددون داخل الحزب الجمهوري بوقف عمليات تسليم الأسلحة.
في سبتمبر الماضي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما يسمى بمجموعة الاتصال الأوكرانية في رامشتاين بولاية راينلاند بالاتينات، إلى تعزيز قدرة أوكرانيا بعيدة المدى ليس فقط في الأراضي التي تعتبرها أوكرانيا محتلة، لكن أيضًا على الأراضي الروسية.
وقررت أوكرانيا تقييد إمدادات الكهرباء على مستوى البلاد بعد الهجمات الروسية، وقالت وزارة الطاقة: "في 18 نوفمبر، ستضطر جميع المناطق إلى تطبيق إجراءات تقييد الاستهلاك بسبب الأضرار التي لحقت بمحطات الكهرباء خلال الهجوم الصاروخي والطائرات المسيّرة الضخم اليوم، وانقطع التيار الكهربائي أيضًا عن منطقتي دونيتسك، حيث أعلن الجيش الروسي أخيرًا عن تحقيق مكاسب تلك الأراضي".
وعبّر بعض المسؤولين الأمريكيين عن شكوكهم في أن تسهم هذه الضربات بعيدة المدى في تغيير مسار الحرب، لكن القرار يمكن أن يساعد أوكرانيا في وقت تحقق فيه القوات الروسية مكاسب. وربما يجعل هذا القرار أيضًا كييف في وضع أفضل إذا ما أجرت مفاوضات على وقف إطلاق النار.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيتراجع عن قرار بايدن عندما يتولى مهام منصبه في يناير المقبل. وينتقد ترامب دائمًا حجم المساعدات المالية والعسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وتعهد بإنهاء الحرب بسرعة دون أن يوضح كيفية القيام بذلك.
ومع ذلك، يطالب بعض الجمهوريين في الكونجرس بايدن بتخفيف القواعد المتعلقة بكيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي تقدمها لها الولايات المتحدة.
وحذرت روسيا من أن أي إجراء لتخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية يعد تصعيدًا كبيرًا.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المشاركة المباشرة للغرب في المواجهة في أوكرانيا ستغير جوهرها بشكل كبير وستعني أن دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" - الولايات المتحدة والدول الأوروبية – أصبحوا في حالة حرب رسمية مع روسيا، مؤكدًا أن موسكو ستتخذ قراراتها بناء على التهديدات التي تظهر أمامها.