تتصاعد حدة الخلافات داخل الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية حول محاولات الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتجاوز الإجراءات التقليدية في تعيين أعضاء حكومته المرتقبة.
وكشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن معارضة غير مسبوقة من قبل أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الجمهوري لمساعي ترامب في استخدام صلاحيات دستورية استثنائية لتعيين أعضاء إدارته دون المرور بعملية المصادقة المعتادة في المجلس.
صراع الصلاحيات والدستور
في تفاصيل الأزمة المتصاعدة، أكد السيناتور جون كورنين، عضو لجنة القضاء بمجلس الشيوخ، أن المادة الثانية من الدستور الأمريكي لا تمنح الرئيس سلطة إجبار المجلس على أخذ عطلة.
وأوضح "كورنين"، في تصريحات موسعة، أن مبدأ الفصل بين السلطات أساسي ويقوم على وجود ثلاثة فروع متساوية للحكومة، مشددًا على أنه لا يمكن لفرع واحد أن يستولي على صلاحيات الفرعين الآخرين.
وفي تطور لافت، كشفت الصحيفة عن تحذيرات أطلقها السيناتور مايك راوندز، المقرب من زعيم الأغلبية القادم في مجلس الشيوخ، من أن أي محاولة لإجبار المجلس على الدخول في عطلة تتجاوز 10 أيام ستكون "صعبة للغاية"، وتتطلب موافقة أغلبية أعضاء المجلس.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المدة تحديدًا تكتسب أهمية خاصة بعد حكم المحكمة العليا في 2014 الذي حدد أن العطلة يجب أن تستمر 10 أيام على الأقل حتى يتمكن الرئيس من إجراء تعيينات طارئة دون موافقة مجلس الشيوخ.
تحديات التشكيل الحكومي
وفي سياق متصل، رصدت "ذا هيل" تفاصيل المعركة المرتقبة حول ترشيحات ترامب المثيرة للجدل، خاصة مع وجود معارضة قوية لبعض الأسماء المطروحة مثل روبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، وتولسي جابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية.
وكشفت "ذا هيل" أن المخاوف تتزايد من أن تؤدي أي محاولة لتجاوز عملية المصادقة إلى رد فعل عنيف من الديمقراطيين، الذين قد يلجأون إلى تعطيل الأعمال الروتينية في المجلس، مستشهدة بحادثة حديثة استغرقت فيها إجراءات روتينية بسيطة نحو ست ساعات و18 تصويتًا لإنجازها.
وأوضحت الصحيفة أن الوضع تعقد أكثر بعد مطالبة ترامب، عقب فوزه في انتخابات 5 نوفمبر، بأن يمنحه زعيم الأغلبية القادم في مجلس الشيوخ سلطة إجراء تعيينات خلال العطلة.
ورغم الموافقة المبدئية من المرشحين الثلاثة لمنصب زعيم الأغلبية على تسريع عملية تأكيد المرشحين، إلا أن جون ثون، الذي فاز بالمنصب لاحقًا، أبدى تحفظات واضحة على إمكانية وضع المجلس في عطلة طويلة.
المعركة القانونية المرتقبة
وفي تحليل معمق للوضع القانوني، نقلت "ذا هيل" عن خبراء برلمانيين تأكيدهم أن الأمر يتجاوز مجرد عدم موافقة مجلس الشيوخ على قرار العطلة الصادر عن مجلس النواب.
وأوضح جيمس والنر، الخبير البرلماني السابق، أن المجلس يجب أن يتخذ إجراءً رسميًا يعترف بوجود خلاف مع مجلس النواب، مشيرًا إلى أن عدم اتخاذ إجراء لا يعني وجود خلاف رسمي يبرر التدخل الرئاسي.
وخلصت الصحيفة إلى أن محاولات ترامب لتجاوز عملية المصادقة في مجلس الشيوخ تواجه عقبات دستورية وسياسية كبيرة، خاصة مع وجود تحذيرات من أعضاء جمهوريين من أن تعاون رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أو أي زعيم جمهوري آخر للمجلس، مع خطة لإجبار مجلس الشيوخ على أخذ عطلة سيخلق توترًا كبيرًا بين الجمهوريين في المجلسين، الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على قدرة ترامب في تشكيل حكومته بالسرعة التي يتطلع إليها، ويفتح الباب أمام أزمة سياسية جديدة في واشنطن.