أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اختيار رجل الأعمال والملياردير هوارد لوتنيك، أحد أشهر الداعمين للمرشح الجمهوري خلال حملتي الرئاسة الأولى والثانية، ليكون وزيرًا للتجارة في حكومته المنتظرة.
وعكف ترامب خلال الأيام الماضية، عقب هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية 2024، على اختيار أعضاء حكومته القادمة، وطرح العديد من الأسماء لشغل مناصب وزارية مهمة ومناصب أخرى عليا في البيت الأبيض.
الشهرة والقوة
وفي الأيام الأخيرة، كان يُنظر إلى لوتنيك باعتباره أحد أبرز المرشحين لإدارة وزارة الخزانة في عهد ترامب، بحسب nbcnews الأمريكية.
ولم يكن لوتنيك معروفًا خارج وول ستريت، إلا أنه برز اسمه الخريف الماضي، عندما عينه ترامب رئيسًا مشاركًا لفريقه الانتقالي في أغسطس الماضي.
ويعتبر صعوده إلى قمة السياسة في واشنطن بعد مسيرة مهنية ناجحة وصعبة في عالم الأعمال، بمثابة شهادة لقدرته المذهلة على الصمود، حسبما ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، خاصة وأنه واجه العديد من المآسي في وقت مبكر من حياته.
صعوبات مبكرة
ولد لوتنيك لأسرة يهودية عام 1961، وعندما كان طالبًا في السنة الأخيرة من المدرسة الثانوية، توفيت والدته بسرطان الغدد الليمفاوية في عام 1978، وفي العام التالي توفي والده بعد أن أعطته ممرضة أدوية علاج كيميائي عن طريق الخطأ.
انضم لوتنيك إلى شركة كانتور فيتزجيرالد في عام 1983، وطور علاقة جيدة مع مؤسس الشركة برنارد كانتور كمستشار شخصي له، وفي عام 1991، تم تعيينه رئيسًا ومديرًا تنفيذيًا للشركة.
كارثة 11 سبتمبر
كانت أول مرة ظهر فيها هوارد لوتنيك أمام الرأي العام، أثناء أحداث 11 سبتمبر عام 2001، عندما كانت مكاتب شركة كانتور فيتزجيرالد تشغل الطوابق من 101 إلى 105 في قمة البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، ولم يكن لدى 658 موظف وقت اصطدام الطائرة بالبرج أي فرصة للنجاة والهرب ولقوا حتفهم جميعًا، بينهم جاري لوتنيك شقيق هوارد.
وحسب الصحيفة البريطانية، قُدِّر لهوارد لوتنيك النجاة من الموت المحقق، بعدما ترك المكتب قبل الكارثة بوقت قصير، من أجل أن يذهب مع طفله الصغير إلى الحضانة في أول يوم دراسة له، ليصبح بعد هذه المعجزة أحد أكثر الشخصيات شهرة في هجمات سبتمبر.
وبعد أن فقدت شركته ثلثي قوتها العاملة، حيث كانت في حالة ضعف، وتوقع العديد من المراقبين إغلاقها، ولكنه كرس وقته بعد ذلك لإعادة بناء الشركة.
ومن أبرز تصريحاته في هذا الصدد، ما قاله لشبكة NPR حول المأساة: "لقد تحولنا من شركة عظيمة كانت تكسب مليون دولار يوميًا إلى شركة تخسر مليون دولار يوميًا".
بحسب الشركة، أصبح لوتنيك رمزًا بعد أن حظيت قصته بتغطية واسعة، خاصة بعد إنشائه صندوق إغاثة "كانتور فيتزجيرالد" والذي تعهد بتقديم 180 مليون دولار لأسر ضحايا الحادي عشر من سبتمبر على مدى 5 سنوات، وفي عام 2023 احتفل بالذكرى الأربعين لتوليه منصبه في الشركة، مما جعله أحد أقدم الرؤساء التنفيذيين في وول ستريت، كما أنه يمتلك الآن العديد من الشركات، بما في ذلك العملات المشفرة.
داعم رئيسي لترامب
تبرع لوتنيك في السابق لسياسيين من كلا الحزبين، بما في ذلك حملة هيلاري كلينتون الرئاسية لعام 2016، ولكن في السنوات الأخيرة، بحسب موقع OpenSecrets.org، تحول إلى مانح رئيسي للحزب الجمهوري، حيث تبرع بملايين الدولارات لحملات ترامب وأسهم في جمع تبرعات بقيمة 15 مليون دولار، عندما استضاف حملة بهذا الغرض بمنزله في هامبتونز هذا الصيف.
وباعتباره أحد قادة عملية انتقال السلطة في عهد ترامب، يتحمل لوتنيك مسؤولية توظيف آلاف الموظفين الفيدراليين، وفي وزارة التجارة، سيكون مسؤولًا عن فرض التعريفات الجمركية الشاملة التي دافع عنها ترامب في حملته الانتخابية والتي أعرب لوتنيك عن دعمه القوي لها.
مهام لوتنيك
كما سيشرف لوتنيك على هيئات فيدرالية واسعة النطاق تشمل هيئة الأرصاد الجوية الوطنية ومكتب الإحصاء والوكالة المسؤولة عن حساب الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وقال دونالد ترامب في بيان الاختيار، إن هوارد لوتنيك سوف يقود أجندته الخاصة بالتعريفات الجمركية والتجارة، التي اقترحها الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا بشأن السلع المستوردة، فضلًا عم مسؤوليته المباشرة عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة.