تستمر التعيينات المثيرة للجدل في تشكيل الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، إذ اختار المحامية المخضرمة بام بوندي لتولي منصب المدعي العام في إدارته الثانية.
القرار يأتي بعد انسحاب مرشحه السابق، النائب الجمهوري مات جيتز، الذي واجه انتقادات واسعة بسبب فضائح متعددة، فما المغزى من هذا التعيين؟ وما الدلالات السياسية والتكتيكية وراءه؟ هذا ما سنستعرضه في التقرير التالي، وفق "أكسيوس" الأمريكي.
بام بوندي مرشحة ترامب الجديدة
في تصريح له أمس الخميس، أعلن ترامب عن ترشيح "بوندي"، المدعي العام السابق لولاية فلوريدا، لمنصب المدعي العام في إدارته الجديدة، ويأتي هذا الترشيح بعد أن قرر النائب الجمهوري السابق، مات جيتز، سحب اسمه من قائمة المرشحين لهذا المنصب بسبب سلسلة من الفضائح التي طالته مؤخرًا.
ويعد منصب المدعي العام واحدًا من أبرز المناصب في إدارة ترامب الثانية، إذ سيكون صاحب الدور الأبرز في تطبيق سياسة العدالة في البلاد، وأبدى ترامب رغبته في تعيين شخصٍ موالٍ له في هذا المنصب؛ لضمان تنفيذ أجندته السياسية التي قد تتضمن فتح تحقيقات ضد خصومه السياسيين.
ولاقى اختيار ترامب "جيتز" لمنصب المدعي العام ردود فعل سلبية من بعض الأوساط الجمهورية، إذ كانت السمعة الشخصية لجيتز محل جدل بعد تورطه في فضائح قانونية وأخلاقية، وأثار ذلك استياء عدد من المشرعين الجمهوريين الذين اعتبروا أن تعيينه لهذا المنصب الرفيع قد يؤدي إلى تضرر سمعة الحزب الجمهوري.
إنجازات مهنية متميزة
تمتلك بام بوندي سجلًا مهنيًا مميزًا باعتبارها أول امرأة تتولى منصب المدعي العام في ولاية فلوريدا، ومن خلال منصبها هذا، طبقت سياسات صارمة ضد الجريمة، ونجحت في تحسين الأوضاع الأمنية في شوارع الولاية.
كما عُرفت بجهودها الكبيرة في مكافحة الاتجار بالمخدرات وجرائم ما يعرف بـ"الفنتانيل"، وهو ما أكسبها سمعة طيبة في أوساط الحزب الجمهوري.
في هذا السياق، أشاد ترامب بإنجازات بوندي، وذكر في منشور له عبر منصة "TruthSocial" أن بام "قامت بعمل رائع"، وأنها كانت من الأعضاء البارزين في لجنة مكافحة المواد الأفيونية خلال فترة رئاسته الأولى.
التصويت في مجلس الشيوخ
على الرغم من أن ترامب أعلن عن ترشيح بوندي لهذا المنصب، إلا أن تعيينها لن يصبح نهائيًا إلا بعد التصويت عليها في مجلس الشيوخ، وللحصول على الموافقة، ستحتاج إلى 50 صوتًا على الأقل من أعضاء المجلس.
وبالنظر إلى الانقسام السياسي في المجلس، فإن بوندي لا يمكنها تحمل خسارة أكثر من ثلاثة أصوات من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.
انسحاب جيتز .. أسباب ودوافع
في خطوة مفاجئة، أعلن مات جيتز انسحابه من الترشيح لهذا المنصب أمس الخميس، وذلك بعد أن واجه سلسلة من الاتهامات المتعلقة بالتحرش الجنسي وتعاطي المخدرات.
هذه الاتهامات كانت بمثابة حجر عثرة أمام مساعيه للترشح، ما دفعه للانسحاب خشية أن يتحول ترشيحه إلى "مصدر إلهاء" يؤثر سلبًا على انتقال السلطة في البيت الأبيض.
وكانت لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب بدأت التحقيق في المزاعم الموجهة ضد جيتز، بما في ذلك الاتهامات بالاتجار بالجنس والفساد، كما تم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول تورطه في قضايا أخرى، ما جعل من المستحيل بالنسبة له الاستمرار في الترشيح.
ونفى جيتز ارتكاب أي مخالفات، لكن انسحابه جاء بعد تسريبات جديدة تتعلق بلقاءات جنسية مع قاصرات.
ماذا يعني هذا التغيير؟
ويشير التغيير المفاجئ في ترشيح منصب المدعي العام إلى أن إدارة ترامب تواصل سعيها لتعيين أشخاص موالين لها في المناصب الحساسة، وهو ما قد يكون له تأثير كبير على توجيه التحقيقات السياسية في المرحلة المقبلة.
وبينما يسعى ترامب إلى تعزيز نفوذه السياسي، يبقى السؤال حول كيفية تعامل مجلس الشيوخ مع هذه التعيينات وكيف سيتفاعل الحزب الجمهوري مع هذه التغييرات المثيرة للجدل.