أثار اختيار الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مات جيتز، لمنصب المدعي العام الأمريكي الجديد، استياءً وغضبًا بين شيوخ الجمهوريين الذين يرون أن هذا الترشيح ليس جادًا، كما تسبب الاختيار في غضب يهودي، متهمينه بأنه منكر للهولوكست وضد اليهود.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عكف المرشح الجمهوري الفائز في الانتخابات الرئاسية 2024 على اختيار أعضاء حكومته القادمة، وطرح العديد من الأسماء لشغل مناصب وزارية مهمة ومناصب أخرى عليا في البيت الأبيض.
الأبواب المغلقة
واجتمع عدد من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين خلف الأبواب المغلقة، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز"، وأطلقوا ما وصفوه بصرخة الاستهجان عندما علموا أن دونالد ترامب اختار مات جيتز ليكون النائب العام الأمريكي الجديد.
من بين هؤلاء عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية ألاسكا ليزا موركوفسكي، التي صوّتت لصالح إدانة ترامب في محاكمة عزله الثانية خلال ولايته الأولى، وأكدت أن أمريكا في حاجة إلى مدع عام جاد وحازم، لافتة إلى أنها لا تعتقد أن هذا ترشيح جاد لمنصب النائب العام.
صدمة ومعارضة
وأعربت سوزان كولينز، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري من ولاية مين، عن شعورها بالصدمة، مشددة على أن اختيارات ترامب توضح تمامًا أهمية المشورة من الجميع، مؤكدة أن الرئيس لديه الحق في ترشيح من يشاء، لكن في جلسة الاستماع سيكون هناك الكثير من الأسئلة التي ستثار حول جيتز قبل الموافقة عليه.
وعارض النائب ماكس ميلر، جمهوري من أوهايو، الذي كان مساعد سابق لترامب، اختيار جيتز لهذا المنصب، متوقعًا إلا يوافق مجلس الشيوخ عليه ويرى أن ترامب يكافئه لكونه جنديًا مخلصًا له، لكنه من المنتظر أن يتعرض لانتقادات شديدة من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الجانبين.
منكر الهولوكوست
وسارعت الجماعات اليهودية إلى التنديد باختيار مات جيتز كنائب عام جديد، بحسب تايمز أوف إسرائيل، إذ وصفوه بأنه يتبنى نظرية مؤامرة معادية للسامية، وارتبط بأحد منكري الهولوكوست.
وأصدرت الرابطة اليهودية بيانًا نددت فيه بتاريخه الطويل في معاداة السامية وترويج مقولة أن اليهود قتلوا يسوع إلى الدفاع عن نظرية الاستبدال العظيم ودعوة منكر الهولوكوست، مشيرين إلى أنه لا ينبغى تعيينه في أي منصب رفيع.
وفي عام 2018، انتقدت رابطة مكافحة التشهير والائتلاف اليهودي الجمهوري جيتز، لدعوته تشارلز جونسون، أحد منكري الهولوكوست كضيف في خطاب حالة الاتحاد، الذي شكك علنًا في مقتل 6 ملايين يهودي.
استقالة واستعداد
وقالت اللجنة اليهودية الأمريكية، إن جيتز بلغت فيه معاداة السامية مستويات تاريخية، وأنهم يحتاجون على رأس وزارة العدل من يتصدى لمعاداة السامية وليس الترويج لها، مطالبين ترامب بإعادة النظر في هذا الترشيح، مهددين مجلس الشيوخ بتحمل مسؤولية رفضه.
وبعد اختيار ترامب له، قدم مات جيتز استقالته من الكونجرس، اعتبارًا من اليوم، وهي الاستقالة التي ستنهي بحسب الشبكة الأمريكية، التحقيق الذي أجرته لجنة الأخلاقيات ضده حول مزاعم الاتجار بالجنس وعرقلة العدالة.