بعد ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمات جيتز لمنصب النائب العام الأمريكي، تصاعدت ردود الفعل بين أروقة الكونجرس، لا سيما مع ظهور شهادة صادمة من امرأة اتهمته بإقامة علاقة غير قانونية معها حين كانت قاصرًا، وهي القضية التي أُعيد فتحها ضمن سلسلة من التحقيقات المطوّلة.
اتهامات جديدة تلاحق جيتز
ووفقًا لـ"ديلي ميل" البريطانية، قدمت امرأة شهادتها أمام لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب الأمريكي، مؤكدةً أن جيتز أقام علاقة غير قانونية معها عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها.
وذكرت ABC News أن المرأة، التي أصبحت في العشرينيات الآن، كانت أحد شهود التحقيق المطوّل الذي طالما تعرض له جيتز بتهم سوء السلوك الجنسي واستعمال المخدرات.
استقالة جيتز تثير التساؤلات
بعد إعلان ترامب ترشيح جيتز لمنصب النائب العام، أعلن الأخير استقالته من الكونجرس، ما أثار جدلًا واسعًا حول طبيعة هذا القرار المفاجئ. وهذه الاستقالة جعلت لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب، والتي كانت على وشك التصويت لإصدار تقريرها حول القضية، بلا سلطة قضائية للتحقيق في هذه الاتهامات. وتساءل متابعون إن كانت هذه الاستقالة تهدف لتجنب الضغوط القانونية والتدقيق العام الذي قد يواجهه جيتز.
مزاعم الأموال والعلاقات المشبوهة
تشير تقارير إلى أن جيتز دفع أموالاً لنساء مقابل إقامة علاقات، وذلك عبر تطبيق "فينمو" الشهير، وقُدمت تلك الدفعات إلى عدة نساء التقين جيتز وصديقه السابق جويل جرينبرج، الذي أُدين سابقًا بتهمة الاتجار بالبشر وحُكم عليه بالسجن لمدة 11 عامًا.
ووفقاً للتقارير، زعمت إحدى النساء أن جيتز دفع لها مقابل ممارسة غير أخلاقية إلا أن جيتز أنكر تلك الادعاءات بشكل قاطع، مؤكدًا أنه لم يقدم أي دفعات لمثل هذه الأغراض.
موقف الجمهوريين والديمقراطيين من جيتز
أثار ترشيح ترامب لجيتز قلقًا بين الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، إذ عبّر السيناتور جون كورنين من ولاية تكساس عن ضرورة مراجعة التقرير الأخلاقي لمجلس النواب المتعلق بسلوك جيتز قبل تأكيد ترشيحه.
وأكد كورنين أن التحقيق الكامل في خلفية جيتز ضروري لحماية نزاهة الرئاسة وتجنب الترشيحات المثيرة للجدل، أما السيناتور ليندسي جراهام، وعبّر عن تحفظه بشأن قدرة مجلس الشيوخ على استدعاء تقارير غير منشورة من مجلس النواب، مشيرًا إلى أن هذه القضية يجب أن تبقى ضمن اختصاص كل مجلس على حدة.
استجابة جيتز والرد على الاتهامات
وفي بيان صادر عن جيتز، وصف هذه الاتهامات بأنها "مزاعم ملفقة وشهادات زائفة أمام الكونجرس"، مؤكدًا أن التحقيقات التي استمرت لثلاث سنوات لم تسفر عن أي أدلة تدينه. وأشار إلى أن "كرمه تجاه صديقاته السابقات" أُسيء فهمه وتصويره على نحوٍ غير ملائم.
مصير التحقيق ومستقبل الترشيح
مع تصاعد الأصوات المنادية بضرورة الفحص العميق لهذا الترشيح، يظل مصير تعيين جيتز في منصب النائب العام غامضًا، وسط جهود متزايدة من أعضاء مجلس الشيوخ للحصول على تقرير مفصل حول سلوكه.
هذه القضية تسلط الضوء على التوتر المستمر في الساحة السياسية الأمريكية، وتعيد طرح الأسئلة حول معايير النزاهة في الترشيحات العليا، خصوصًا في ظل الاتهامات المثيرة للجدل التي لا تزال تلاحق غيتز.