الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لإرسالهم إلى أوكرانيا.. موسكو تُجنّد مقاتلين أفغان بخبرات بريطانية

  • مشاركة :
post-title
أنشأ البريطانيون القوة الإقليمية الأفغانية (ATF) 444 وقوة الكوماندوز (CF) 333 المعروفة باسم "الثلاثي"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أنشأ البريطانيون القوة الإقليمية الأفغانية "ATF 444"، مع الوحدة الشقيقة قوة الكوماندوز "CF 333"، والمعروفة باسم "الثلاثي"، الذين قاتلوا جنبًا إلى جنب مع القوات البريطانية ضد حركة طالبان.

وقد أدى هذا الارتباط إلى تعريض هذه القوات للخطر منذ استعادة طالبان السيطرة في عام 2021، وعلى الرغم من أن حكومة المملكة المتحدة تعيد الآن تقييم القرارات بحرمان الآلاف منهم من اللجوء في المملكة المتحدة، إلا أن التقدم بطيء.

وبينما ينتظرون، وجد تحقيق أجرته صحيفة "الإندبندنت"، بالتعاون مع غرفة الأخبار الاستقصائية Lighthouse Reports ومؤسسة Etilaat Roz الإخبارية الأفغانية، أن هناك عروضًا لهم للانضمام إلى القوات الروسية التي تحارب في أوكرانيا.

ومن خلال التحدث إلى 14 من أعضاء "الثلاثي" السابقين داخل إيران، فضلًا عن العشرات غيرهم في أفغانستان، توصل التحقيق إلى أنه كانت هناك موجة أولية من عروض التجنيد للأفراد العسكريين الأفغان السابقين في عام 2023، تلتها موجة ثانية في وقت سابق من هذا العام.

لقاءات ونماذج

ينقل التحقيق عن كير جايلز، كبير الزملاء الاستشاريين في شؤون روسيا وأوراسيا في مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية، إن الأفغان الذين يتمتعون بخبرة قتالية متميزة "سيكونون بالتأكيد جذابين" للمجندين العسكريين.

وأضاف: "تحاول روسيا استنفاد كل مصدر ممكن باستثناء التعبئة الكاملة. بينما يقوم تحالف الدول التي تدعم روسيا، أي إيران وكوريا الشمالية والصين، بإيجاد السبل لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا".

وتابع: "تحول هذا إلى مساعدة بشرية في حالة كوريا الشمالية. ولا ينبغي أن يكون من المستغرب أن ينتشر هذا النمط إلى دول أخرى، وخاصة إذا كان التورط قابلًا للإنكار، مثل قيام إيران على سبيل المثال بتقديم المساعدة في تجنيد رعايا دول ثالثة من إيران".

وقال بعض جنود القوات الخاصة السابقين في إيران إنهم تلقوا اتصالات هاتفية من جهات اتصال داخل الجيش الأفغاني السابق أو قوات الأمن لتجنيدهم؛ وقال آخرون إن مهربي البشر الأفغان اتصلوا بهم شخصيًا.

كما زعم أحد الأطباء السابقين في الجيش إنه التقى بروس من السفارة في طهران وجها لوجه بشأن التجنيد. وقال: "كنت أتحدث مباشرة مع الروس، ووافقوا على دفع 3000 دولار شهريا".

وقال الطبيب إن أصدقاء له تم تجنيدهم هذا العام، وحصلوا على تأشيرات من خلال سفارة موسكو في طهران. لكنه لم يقدم أدلة تثبت ذلك.

وتناول التحقيق "نماذج تجنيد" تم تداولها بين المحاربين القدامى الأفغان في إيران. وتطلب هذه النماذج، المكتوبة باللغة الدارية (اللغة الفارسية الأفغانية أو اللغة الفارسية المحكية في أفغانستان) تفاصيل شخصية ومعلومات الاتصال، بينما يقود جنرال أفغاني سابق عملية التجنيد.

ويطرح أحد النماذج عدة أسئلة، منها "ما معرفتك بالشؤون العسكرية وبكونك جنديًا؟" و"ما خبرتك العسكرية؟" ثم يسأل النموذج مقدم الطلب عن المستوى التعليمي الذي حصل عليه، وما إذا كان لديه رخصة قيادة.

مخاوف أمنية

رغم أن أيًا من الأفغان الذين تحدثت إليهم الصحيفة البريطانية لم يقبل العرض، لكن التحقيق يشير إلى أن الوضع بالنسبة للأفغان في إيران أصبح أكثر عدائية، إذ تخطط الحكومة الإيرانية لترحيل نحو مليوني مهاجر، أغلبهم من الأفغان، بحلول شهر مارس المقبل، فضلًا عن فرض قيود جديدة على أي من الحريات المحدودة التي كان يتمتع بها الأفغان.

ويلفت التحقيق إلى أنه "على نحو متزايد، أصبح الخيار الذي يواجهه هؤلاء الأفغان هو قبول عرض القتال، أو العودة إلى وطنهم، حيث سيتعين عليهم وأسرهم مواجهة طالبان".

وبينما يستمر هذا، فإن عملية مراجعة الطلبات المرفوضة المقدمة إلى برنامج إعادة التوطين التابع لوزارة الدفاع البريطانية للأفغان الذين عملوا عن كثب مع القوات البريطانية قد تعطلت بسبب التأخير.

وحذّر عضو سابق في الجيش البريطاني، خدم مع قوات "الثلاثي" في ​​أفغانستان، من أن كثيرين كانوا على وشك الانهيار. وقال: "إنهم (المقاتلون الأفغان) يعرفون بالضبط كيف تدير المملكة المتحدة أعمالها، من جمع المعلومات الاستخباراتية إلى العمليات العسكرية المتخصصة".

وأكد: "هناك الكثير من المعرفة التي تم تبادلها على مدى العشرين عامًا التي عملنا فيها جنبًا إلى جنب".