الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا جديدة للتشخيص الطبي

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة قد تعيد صياغة مستقبل الرعاية الصحية، أظهرت دراسة حديثة نُشرت تفاصيلها في صحيفة نيويورك تايمز، أن برامج الدردشة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل "ChatGPT" تفوقت على الأطباء في دقة تشخيص الأمراض، إذ إن هذه النتائج أثارت الجدل، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على الخبرة البشرية بالقطاع الطبي.

تجربة علمية

اعتمدت الدراسة، التي أُجريت في أحد مستشفيات مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، على اختبار قدرات الذكاء الاصطناعي والأطباء في تشخيص مجموعة من الحالات الطبية الواقعية، فيما تم اختيار الحالات من مجلات طبية متخصصة، تضمنت أعراضًا مُعقدة مثل ألم الصدر، ضيق التنفس، وارتفاع ضغط الدم.

وتم تقسيم الأطباء المشاركين إلى مجموعتين، الأولى حصلت على دعم من "ChatGPT"، بينما الثانية عملت دون أي تدخل تكنولوجي.

في حين أن النتائج كانت لافتة، إذ تفوقت المجموعة الأولى بنسبة 30% من حيث دقة التشخيص مقارنة بالمجموعة الثانية، أما البرنامج نفسه فعندما قورنت نتائجه مباشرة مع أداء الأطباء أظهر دقة أعلى بكثير بلغت نسبة نجاحه 76%.

سر تفوق الذكاء الاصطناعي

لم تكن النتائج المذهلة لهذه الدراسة صدفة، إذ ذكرت الصحيفة أن برنامج "ChatGPT" يمتاز بقدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة، ما يمكنه من تقديم استنتاجات دقيقة مدعومة بتفسيرات علمية مقنعة.

وفي حين أن الأطباء عادةً ما يعتمدون على خبراتهم السابقة أو قراراتهم السريعة تحت ضغط العمل، لا يعاني الذكاء الاصطناعي من هذه القيود، إذ إنه قادر على مراجعة قاعدة بيانات تحتوي على آلاف الحالات السابقة ومقارنتها بالحالة المطروحة في غضون ثوانٍ، وهو ما يمنحه ميزة واضحة في المواقف المعقدة.

الدكتورة آدام رودمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة، علقت على هذه النتائج قائلة: "لقد كانت النتائج صادمة بالنسبة لي، لم أكن أتوقع أن يتفوق الذكاء الاصطناعي بهذه السرعة والدقة على الأطباء".

تحديات تواجه الأطباء والذكاء الاصطناعي

رغم تفوق الذكاء الاصطناعي، أشارت الدراسة إلى أن العديد من الأطباء كانوا مترددين في الاعتماد على توصياته، فحتى في الحالات التي قدم فيها "ChatGPT" تحليلًا دقيقًا، فضّل الأطباء تجاهل هذه التوصيات والاعتماد على خبرتهم الشخصية.

وأضافت رودمان: "العائق الرئيسي ليس التكنولوجيا، بل هو التردد البشري في تقبّلها، الأطباء غالبًا ما يثقون بحدسهم أكثر من البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي".

ومع ذلك، هناك تحديات أخرى تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في الطب، مثل قدرته على فهم التعقيد البشري والتواصل بلغة طبيعية تتناسب مع المرضى، إذ تشير الصحيفة إلى أنه بينما يمكنه تحليل البيانات بدقة، يفتقر إلى "اللمسة الإنسانية" التي تُعتبر جوهرية في تقديم الرعاية الصحية.

ماذا يعني هذا لمستقبل الطب؟

تُظهر الدراسة أن الدمج بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية يمكن أن يُحدث ثورة في قطاع الرعاية الصحية، فبدلًا من النظر إلى الذكاء الاصطناعي كبديل للأطباء، يمكن اعتباره أداة تساعدهم على تحسين دقة التشخيص وتقليل الأخطاء.

وأشارت نيويورك تايمز إلى تصريح للدكتور جوناثان تشن، أحد مؤلفي الدراسة، قال فيه: "يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات بسرعة وفعالية، لكنه لن يكون قادرًا على استبدال السياق البشري أو التفكير الإنساني بشكل كامل".