في تحليلٍ غير بشري على الإطلاق، تنبأت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بـ"إصلاحات اجتماعية تقدمية، ومبادرات رعاية صحية، إلى جانب تحالفات دولية قوية"، في حال فوز المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، بانتخابات الرئاسة الأمريكية، التي تنطلق الثلاثاء المقبل.
وأشار كل من روبوتات الذكاء الاصطناعي ChatGPT التابع لشركة OpenAI، وGrok التابع لمنتجات عملاق التكنولوجيا إيلون ماسك، إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة نائب الرئيس "قد تعطي الأولوية للإصلاحات التقدمية في مجالات العدالة الاجتماعية والرعاية الصحية والسياسات الاقتصادية، مع الحفاظ على موقف قوي بشأن الشؤون الخارجية، وخاصة في دعم المؤسسات الديمقراطية ومعالجة تغير المناخ".
وإجابة على التساؤلات التي طرحتها مجلة "نيوزويك"، تنبأ نموذجي الذكاء الاصطناعي بأن "البيت الأبيض في عهد هاريس، سوف يتميز بمزيج من الاستمرارية مع إدارة بايدن، وتقديم مبادرات مميزة تعكس أولوياتها الشخصية".
العدالة الاجتماعية والإصلاح الاقتصادي
توقع ChatGPT أن تركز المرشحة الرئاسية الديمقراطية على "المساواة الاجتماعية والحقوق المدنية"، مسلطًا الضوء على "دعمها القوي لقانون المساواة؛ مشيرًا إلى التزامها بإصلاح نظام الرعاية الصحية، وتوقع أنها ستقترح "جعل الأنسولين والرعاية الصحية أكثر بأسعار معقولة" و"إنشاء مبادرة وطنية للمساواة في الصحة لمعالجة التفاوتات الصحية التي تؤثر على الأقليات".
ولقد ردد Grok هذا الرأي، ولكنه تعمق في السياسات الاقتصادية، فقد اقترح أن تعالج هاريس أزمة الإسكان من خلال "بناء ملايين المنازل الجديدة وتوفير المساعدة في الدفعة الأولى للمشترين لأول مرة"، وهو ما قد يشمل "التمويل الفيدرالي لمشاريع الإسكان والحوافز لمشاركة القطاع الخاص".
وفيما يتعلق بمعالجة التضخم وتكاليف المعيشة، توقع أنها "قد تسن سياسات تهدف إلى معالجة ارتفاع الأسعار، وخاصة البقالة".
واتفق النموذجان على تفاني هاريس في الدفاع عن حقوق الإنجاب؛ وأشارGrok إلى أنه "نظرًا لموقفها بشأن حقوق الإجهاض، فمن المتوقع أن نتوقع دعمًا قويًا للقوانين التي تحمي هذه الحقوق، وربما الدفع نحو التشريع الفيدرالي إذا تم إلغاء قضية رو ضد وايد ".
وأضاف ChatGPT أن نائبة الرئيس "أظهرت التزامها بالسياسات الاقتصادية الداعمة لزيادات الأجور وتوسيع حقوق العمال، بهدف رفع الحد الأدنى للأجور الفيدرالية".
الدبلوماسية والحزم الاستراتيجي
على الصعيد الدولي، قال ChatGPT إن هاريس "ستحافظ على تحالف إدارة بايدن مع حلف شمال الأطلسي وموقفها القوي بشأن دعم أوكرانيا ضد العدوان الروسي"، وذلك رغم بعض الاختلافات، مثل الحساسية تجاه وجهات نظر دول الجنوب العالمي، وهو ما قد يعني أن رئاسة هاريس ستركز على نهج أكثر توازنًا، وخاصة في مناطق مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
وكان رأي Grok في الشرق الأوسط هو أن "هاريس دعت إلى حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودعت إلى وقف إطلاق النار في الصراعات المستمرة مثل تلك الدائرة في غزة. وربما تميل سياستها نحو الدبلوماسية لحل الصراعات".
وتوقع أيضًا أنها "ستواصل أو تعمق المشاركة مع الحلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية ورابطة دول جنوب شرق آسيا، مع التركيز على مواجهة نفوذ الصين مع تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال أطر مثل الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ".
كما توقع Grok التزامها المحتمل بمبادرات تغير المناخ "سياسة مناخية عدوانية متوقعة، ربما تهدف إلى المزيد من خفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الطاقة المتجددة، والمشاركة في الصفقات المناخية الدولية".
الإصلاحات الديمقراطية والقضائية
أكدChatGPT اهتمام هاريس بالإصلاحات الديمقراطية، مشيرًا إلى أنها "اقترحت إصلاحات للمحكمة العليا، مثل تحديد مدة الولاية وقواعد الأخلاقيات للقضاة، بما يتماشى مع المخاوف التقدمية بشأن المساءلة القضائية".
وأضاف أنها "تدعم التشريع الذي يضمن عدم تمتع أي رئيس بالحصانة عن الجرائم التي ارتكبها أثناء توليه منصبه"، وهو ما يعكس التركيز على المساءلة الرئاسية في المناخ السياسي الحالي.
واقترح Grok أن تبذل هاريس جهودًا "لتمرير تشريعات حقوق التصويت الفيدرالية، وتعزيز الوصول إلى التصويت وحماية العمليات الانتخابية". كما أشار إلى أن "تعييناتها القضائية قد تهدف إلى تحقيق التوازن في المحاكم، مع التركيز على التنوع والفلسفة القضائية التقدمية"، إذا سنحت الفرص.
التأثير الثقافي
أشار كل من نموذجي الذكاء الاصطناعي إلى الطبيعة التاريخية لرئاسة هاريس. وأشارChatGPT إلى أن رئاستها "من المرجح أن تُلهم تأثيرًا اجتماعيًا كبيرًا؛ لأنها ستكون أول امرأة وأول شخص من أصل أسود وجنوب آسيوي يتولى المنصب؛ مما قد "يلهم أجيالًا جديدة للانخراط في الخدمة العامة".
وأضاف Grok أن رئاستها "من المرجح أن تلهم وتؤثر على السرديات الثقافية حول القيادة والتنوع والشمول في الولايات المتحدة".
مع ذلك، حذّر Grok أيضًا من الاستقطاب المحتمل، قائلًا إن إدارتها "قد تستمر أو تحاول سد الفجوة السياسية العميقة، اعتمادًا على نهجها في صنع السياسات والثنائية الحزبية".
كما أقر بأن سياساتها وأسلوب قيادتها قد "يؤثران على اتجاه الحزب الديمقراطي، مما قد يجذب أو ينفر فئات ديموغرافية مختلفة من الناخبين بناءً على قراراتها واستراتيجياتها في المشاركة العامة".
إجراءات واستراتيجيات
توقع Grok أن تبدأ هاريس رئاستها بـ "إجراءات تنفيذية بشأن قضايا مثل تغير المناخ، أو القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية، أو إصلاح الهجرة لتحديد نبرة إدارتها". وقد تدفع نحو مشاريع قوانين تتماشى مع وعود حملتها الانتخابية، وخاصة في "الإغاثة الاقتصادية، والرعاية الصحية، والعدالة الاجتماعية".
وأشار ChatGPT إلى أنه في "حين تحظى سياساتها التقدمية بشعبية بين قاعدتها، فإنها قد تواجه تحديات في الكونجرس إذا استمرت الانقسامات الحزبية". مضيفًا أنه يمكن لإدارة هاريس أن تؤكد على التغييرات التقدمية في سياسات الصحة والحقوق المدنية والأجور على المستوى المحلي مع الحفاظ على مزيج من البراجماتية الدبلوماسية والحزم الاستراتيجي على المستوى الدولي".
وأوضح: "قد يؤدي هذا النهج إلى زيادة التوقعات من المؤيدين التقدميين، في حين يختبر قدرتها على التعامل مع المقاومة الحزبية في الكونجرس والديناميكيات العالمية المعقدة".
وأضافGrok ملاحظة تحذيرية مفادها أن "النتائج الدقيقة ستعتمد إلى حد كبير على التعاون بين الكونجرس، والأحداث العالمية، والسياق الاجتماعي والسياسي الأوسع في وقت رئاستها".